الصين تصدر أول أطلس جيولوجي قمري كامل عالي الوضوح
كشفت الصين عن إنجاز رائد في استكشاف القمر بإصدار أول أطلس جيولوجي قمري كامل عالي الوضوح في العالم.
ويوفر هذا المنشور الضخم فهما شاملا لجيولوجيا القمر، ويقدم بيانات خرائط مهمة لأبحاث القمر ومساعي الاستكشاف المستقبلية.
وتشمل مجموعة الأطلس الجيولوجي، التي طورها معهد الجيوكيمياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، الأطلس الجيولوجي للكرة الأرضية القمرية وخريطة رباعيات الزوايا للأطلس الجيولوجي للقمر، ويمثل هذا الأطلس الرائد، المتوفر باللغتين الصينية والإنجليزية، علامة بارزة في رسم الخرائط القمرية والبحث العلمي.
وأكد الدكتور أويانغ زيوان، الأكاديمي في أكاديمية علوم الفلك وعالم القمر الكبير، على الآثار العميقة لهذا الإنجاز قائلا في تقرير نشره موقع الأكاديمية الصينية للعلوم إن: "الأطلس الجيولوجي للقمر له أهمية كبيرة لدراسة تطور القمر، واختيار مواقع لمحطات الأبحاث القمرية المستقبلية، وتعزيز فهمنا للأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي، مثل المريخ".
قاد مبادرة إنتاج هذا الأطلس المتطور الدكتور أويانغ زيوان والدكتور ليو جيان تشونغ، أحد كبار الباحثين في معهد الكيمياء الجيولوجية التابع لأكاديمية العلوم الصينية.
ومنذ عام 2012، قادوا جهدا تعاونيا يضم علماء ورسامي خرائط من مؤسسات بحثية مختلفة، مستفيدين من البيانات الواردة من برنامج "تشانغ آه" لاستكشاف القمر في الصين والمهمات الدولية الأخرى.
وسلط الدكتور ليو جيان تشونغ الضوء على مساهمات الأطلس قائلا: "لا توفر مجموعة الأطلس هذه البيانات الأساسية والمراجع العلمية لبرنامج الصين لاستكشاف القمر فحسب، بل تسد أيضا فجوة حاسمة في تجميع الصين للخرائط الجيولوجية للقمر والكواكب، وتعزز فهمنا بشكل كبير لأصل القمر وتطوره، وكذلك النظام الشمسي الأوسع".
وبالاعتماد على مجموعة شاملة من بيانات الاستكشاف العلمي، يتميز الأطلس بمقياس زمني جيولوجي قمري محدث ويرسم خرائط دقيقة لـ 12341 حفرة تصادمية، و81 حوضا تصادميا ، و17 نوعا من الصخور، و14 نوعا من الهياكل عبر سطح القمر.
وتعليقًا على أهمية الأطلس، قال جريجوري مايكل، أحد كبار العلماء من جامعة برلين الحرة، إن "هذه الخريطة، التي تستخدم جميع بيانات عصر ما بعد أبولو، هي شهادة على التعاون الدولي والإنجازات الرائعة التي حققتها الصين في استكشاف القمر، وسيكون بمثابة حجر الزاوية لتعزيز فهمنا للجيولوجيا القمرية وتوجيه المساعي البحثية المستقبلية".
ويمثل إصدار الأطلس الجيولوجي لحظة محورية في سعي البشرية لكشف أسرار القمر وما بعده، وبينما تستعد الصين لمهمتها "تشانغ آه 6" ، والتي تهدف إلى جمع عينات من حوض أبولو داخل حوض القطب الجنوبي-آيتكين، فإن هذا الأطلس يقف على أهبة الاستعداد لإعلام وإثراء التحقيقات العلمية للأجيال القادمة.