الصين تطور بندقية ليزر تخترق الزجاج دون كسره
في حالة وجود رهينة، يمكن استخدام البندقية لإطلاق النار على الأهداف من خلال النوافذ، وتعطيل الخاطفين مؤقتا.
تعمل الصين على تطوير بندقية ليزر جديدة قادرة على ضرب الأهداف من مسافة 1 كيلومتر دون إصدار أي صوت، ودون الكشف عن مصدر الهجوم، فقط سيبدو الأمر وكأنه حادث، ما يتيح استخدامها في شن العمليات العسكرية السرية.
وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، قال أحد العلماء إن بندقية الليزر المطورة التي أطلق عليها "ZKZM-500"، مصنفة بأنها "غير قاتلة"، ولكنها تنتج حزمة طاقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، قد تسبب "تفحيماً فورياً" للجسد البشري إذا ما صوبت نحوه لفترة طويلة.
ولأن البندقية تطلق أشعة الليزر بدلاً من الرصاص، يمكنها أن تخترق النوافذ دون كسر الزجاج، بشكل صامت تماماً، الأمر الذي يجعل من الصعب على الأهداف أن تعرف من أي اتجاه يتم إطلاق النار عليها.
وعلى سبيل المثال، في حالة وجود رهينة يمكن استخدام البندقية لإطلاق النار من خلال النوافذ على الأهداف وتعطيل الخاطفين مؤقتاً، بينما تتحرك الوحدات الأخرى لإنقاذ أسراهم.
وتزن البندقية قرابة الـ3 كجم (6.6 رطل/بوصة)، وهي مماثلة تقريباً للبندقية "كلاشينكوف" أشهر سلاح قاتل في التاريخ.
ويبلغ مدى هذه البندقية 1 كيلومتر، ويمكن تركيبها على السيارات والقوارب والطائرات، كما يتم تشغيلها بواسطة بطارية ليثيوم قابلة للشحن مشابهة لتلك الموجودة في الهواتف الذكية.
وبحسب الصحيفة، قبل عقد واحد فقط، كانت أسلحة الليزر القوية هذه شيئاً من الخيال العلمي، بينما في عام 2009، أسفرت محاولة أمريكية لتصميم مسدس ليزر عن شيء "يعمل فقط على العراة" لأن شعاعها كان ضعيفاً لدرجة لا تسمح حتى باختراق الملابس.
وفي عام 2015، صعّدت بكين الرهان من خلال إنشاء صندوق بقيمة ملياري يوان لتطوير أجهزة ليزر قوية ومدمجة، وهي ميزانية غير مسبوقة لمثل هذا المجال، والتي أثارت المخاوف في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
وفي السنوات الأخيرة اشتكت القوات الأمريكية العاملة في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية مثل المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي من تعرضها لعدد متزايد من هجمات الليزر من القواعد العسكرية الصينية أو السفن التي تشبه قوارب الصيد.
وفي الشهر الماضي، قدمت حكومة الولايات المتحدة شكوى رسمية بأن جهاز ليزر "من الدرجة الثانية" أطلق من قاعدة بحرية صينية في جيبوتي، ترك طيارين عسكريين مصابين بجروح طفيفة في العين.
وقال وانغ تشي مين، الباحث المساعد في مركز أبحاث فيزياء الليزر والتكنولوجيا في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، إن التحسينات التكنولوجية في السنوات الأخيرة تعني أن العلماء استطاعوا تطوير أجهزة أصغر حجماً وأكثر قوة بنفس الطريقة التي اتبعها مصنعو الهواتف النقالة، حيث سابقاً كانت الأجهزة الوحيدة المتاحة بطيئة وكبيرة الحجم وثقيلة، وكان لديها نطاق قصير وتطلبت إمدادات هائلة من الطاقة.
وحذر "وانغ" من أن هذه التطورات تزيد من خطر وقوع الأسلحة بسهولة أكبر في أيدي المجرمين والإرهابيين الذين يمكنهم استغلال قدرتها التدميرية، على سبيل المثال عن طريق شن هجمات متعمدة دون الكشف عنها.
كما حذر من أن السماح بتكاثر هذه الأسلحة يمكن أن يشكل تهديداً لجميع الدول، فلا توجد بروتوكولات دولية محددة لتنظيم تطور أو استخدام هذا النوع من أسلحة الليزر.
وعلى الرغم من أن وثيقة الموقع الإلكتروني للحكومة الصينية تصنف السلاح الجديد ZKZM-500 على أنه "سلاح غير مميت"، بمعنى أنه يعتبر أقل عرضة لقتل هدف حي من الأسلحة التي تصمم خصيصاً للقيام بذلك، حيث أكد الموقع في تقريره أن أشعة الليزر لا تستطيع أن تقتل هدفاً بلقطة واحدة، ولكن إذا صوبت باتجاه شخص لفترة كافية، حينها قد يبدأ الإشعاع في إحراق ثقب في جسده، فيقطعها مثل السكين.
وتؤكد الوثيقة على التطبيقات غير القاتلة للتكنولوجيا، على سبيل المثال استخدام البندقية للتصدي "للاحتجاجات غير القانونية" من خلال إشعال النار في اللافتات من مسافة بعيدة، وتقول أيضاً إنه يمكن استهداف قادة الاحتجاج بإشعال النار في ملابسهم أو شعرهم.
لكن أحد ضباط الشرطة في بكين قال إنه يفضل التمسك بالمزيد من أساليب السيطرة على الحشود التقليدية مثل الغاز المسيل للدموع أو الرصاصات المطاطية أو مسدسات الصعق الكهربائي.
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز