غياب ترامب ينسف الأبواب المغلقة.. الصين ترفع راية "لا جمارك"
تعهدت الصين ببذل جهود كبيرة للإبقاء على عصر الانفتاح الاقتصادي العالمي عبر خفض الجمارك ومحاربة الحمائية.
وتأتي التعهدات الصينية في وقت يعاني فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من صدمة خسارة الانتخابات أمام جو بايدن.
واليوم الخميس، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده ستواصل خفض رسومها الجمركية وستوسع واردات المنتجات والسلع المتطورة.
التجارة.. حرة
وتعهد بينغ في الوقت نفسه بدفع الإصلاحات ودعم نموذج نمو قائم على الابتكار.
وأضاف "سنواصل خفض الرسوم الجمركية والتكاليف المؤسسية.. وسنوسع واردات المنتجات والخدمات المتطورة من جميع الدول" وذلك خلال كلمة مهمة ألقاها عبر اتصال فيديو أثناء المشاركة في نقاشات الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك).
وتأتي الكلمة قبيل قمة قادة المجموعة التي تُعقد غدا الجمعة عبر الإنترنت وتناقش مستقبل التعاون الدولي.
وذكر شي أن الصين ستواصل النمو بجودة أعلى، عبر نموذج تنميتها الذي يستند إلى الابتكار التكنولوجي.
وأشار إلى أن الصين ستبرم اتفاقات تجارة حرة مع المزيد من البلدان وستروج لمبادرة الحزام والطريق على نحو يتسم بجودة عالية.
وداعا للأبواب المغلقة
كذلك، تعهّد الرئيس الصيني بأن تكون بلاده رائدة "الانفتاح" الاقتصادي العالمي، محذّراً من مخاطر الحمائية في عالم يعاني من تحديات متعدّدة أبرزها في الوقت الحالي جائحة كوفيد-19.
وقال: "الانفتاح يمكّن أيّ دولة من المضي قدماً بينما العزلة تعيقها"، مضيفاً أنّه "لا يمكن لأيّ دولة أن تتطوّر بإبقاء أبوابها مغلقة".
وأضاف أنّ "الصين ستتعاون بقوة مع جميع البلدان والمناطق والشركات التي ترغب في القيام بذلك. وسنواصل رفع راية الانفتاح والتعاون عالياً".
وأدلى الرئيس الصيني بخطابه متسلّحاً بإبرام بلاده الأسبوع الماضي معاهدة مع 14 دولة أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في أكبر اتفاقية للتجارة الحرّة في العالم. ويُنظر إلى هذه الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي تستثني الولايات المتحدة والهند، على أنها انتصار كبير لبكين.
وشّد رئيس ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة على أنّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي "الرائد الذي يقود النمو العالمي" في عالم يعاني من "تحديات متعدّدة".
منتدى آسيا والمحيط
وتُعقد قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ الاقتصادي (ابيك) عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجدّ.
ويضمّ هذا المنتدى 21 دولة مطلّة على المحيط الهادئ، بينها أكبر اقتصادين في العالم هما الولايات المتحدة والصين، ويمثّل نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأصبحت الصين المحرّك الرئيسي لهذه المنظمة في السنوات الأخيرة بعد أن بدأت واشنطن الانسحاب من المنظمات المتعدّدة الأطراف في عهد دونالد ترامب وانتهاجه سياسة "أمريكا أولاً".
ولم يعرف بعد ما إذا كان ترامب الذي لم يستفق بعد من صدمة خسارة الانتخابات، سيشارك في هذه القمة الافتراضية التي تستضيفها ماليزيا، أو سينتدب مسؤولاً كبيراً لتمثيله فيها.
غموض المستقبل مع واشنطن
وخلال خطابه، أضاف شي أن الصين لن تتراجع عن اتجاهها نحو الاندماج مع الاقتصاد العالمي.
وأوضح "لن نسير عكس الاتجاه التاريخي من خلال فك الارتباط أو تكوين دوائر صغيرة لاستبعاد الآخرين".
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الصين حالة من الغموض بشأن توجهات الولايات المتحدة المستقبلية تحت قيادة الرئيس المنتخب جو بايدن.
وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا في أوائل العام الحالي إلى اتفاق لوقف الحرب التجارية بينهما التي استمرت عامين، وأدت إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي وفرض رسوم إضافية على سلع بمليارات الدولارات.
وقال شي إن "تصاعد التحرك الأحادي والحمائية والبلطجة إلى جانب رد الفعل العكسي تجاه العولمة الاقتصادية أدى إلى زيادة المخاطر والغموض الذي يحيط بالاقتصاد العالمي".
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز