أربعون عاما تعاقبت لتراكم عُمر علاقات دبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
سنواتٌ تختزل روابط تحولت لأيقونة للتعاون الدولي القائم على الاحترام والتعاون والشراكة الاستراتيجية.
ويصادف 2024 مرور أربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين في نوفمبر/تشرين الثاني 1984.
وبهذه المناسبة، بدأ اليوم الجمعة وعلى مدار ثلاثة أيام، الاحتفال بهذه الذكرى في مدينة تشينغداو، في إطار أولى الفعاليات التي تنظمها سفارة دولة الإمارات في مدن صينية مختلفة.
تراث إماراتي يحلّق في سماء الصين
واستهلت الاحتفالات بإيقاعات تراثية إماراتية صدحت في سماء مدينة تشينغداو الملقبة بـ"الجزيرة الزرقاء المخضرة" المستلقية بين البر والبحر، على الساحل الشرقي للصين.
واستقطبت العروض الفلكلورية والحرف اليدوية الموجودة، اهتمام زوار الحدث الذين اقتطعوا تذكرة رحلة مع التراث، فارتدوا اللباس الإماراتي التقليدي الذي أبهرهم فتهافتوا على التقاط الصور التذكارية معه، وتذوقوا نكهات إماراتية مختلفة.
أسس قوية وعلاقات استراتيجية
وفي كلمة له في افتتاح الحدث، أشاد حسين إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية، بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال إن العلاقات التي تجمع بين الإمارات والصين وطيدة ووثيقة، وقد بُنيت على أسس قوية منذ تأسيسها عام 1984.
وأضاف أن هذه العلاقات ارتقت تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونظيره الصيني شي جين بينغ، لتصل إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2018 في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والدبلوماسية.
كما أشاد بالجهود المبذولة لتشييد المزيد من جسور التواصل والتبادل الثقافي بين الشعبين الصديقين، والأهمية الكبيرة لمثل هذه الفعاليات في تقوية الروابط الثقافية.
وأكد نجاح التعاون الإماراتي الصيني في تقديم نموذج قوي للتعاون والترابط في العصر الحديث ودوره البارز في تحقيق الأهداف المشتركة.
بدورها، أكدت تشانغ هوي، نائب أمين الحزب الشيوعي في حكومة تشينغداو، في كلمتها على أهمية العلاقة مع دولة الإمارات، مشيدة بالتعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
مجالات تعاون مختلفة
وتخلل الفعالية عرض فيلم قصير استعرض محطات العلاقات الإماراتية الصينية على مدار الأربعين عاما الماضية.
كذلك تضمنت جلسات حوارية شاملة تناولت مجالات التعليم والسياحة والاقتصاد في دولة الإمارات، ما أتاح للحضور فرصة للتعرف على الإنجازات والمبادرات الرائدة في هذه المجالات.
وتُعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة العربية، إذ تضاعف حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين بنحو 800 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية.
كذلك، يُعاد تصدير 60% من التجارة الصينية عبر موانئ دولة الإمارات إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يجعل الإمارات مركزا محوريا للتجارة الصينية الخارجية.
في السياق ذاته، ازدهرت السياحة بين البلدين وحققت أرقاما قياسية، حيث استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من مليون زائر صيني في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، ما يضعها ضمن الوجهات الرئيسية للسياح الصينيين.
وفي السنوات الأخيرة، وضمن إطار الجهود المشتركة في تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين الشعبين، اعتمدت دولة الإمارات اللغة الصينية كلغة ثالثة في المدارس الحكومية بشكل رسمي، بجانب العربية والإنجليزية.
وبلغ عدد المدارس التي تطبق اللغة الصينية 171 مدرسة على مستوى الدولة، ما يعكس الالتزام بتقوية الروابط الثقافية والتعليمية بين دولة الإمارات والصين.