مع انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض ألقى بايدن بثقله خلف نائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.
وأعلن الرئيس الديمقراطي تأييده لها لتكون مرشحة الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل فما الذي نعرفه عن السياسية التي قد تصبح أول امرأة تقود الولايات المتحدة؟
ولدت كمالا ديفي هاريس في أوكلاند، ولاية كاليفورنيا في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964، وهي الابنة الكبرى لشيامالا جوبالان، باحثة السرطان من الهند، ودونالد هاريس، خبير اقتصادي من جامايكا اللذين جمعهما الشغف المشترك لحركة الحقوق المدنية فاصطحبا طفلتهما إلى الاحتجاجات في عربة الأطفال.
انفصل والدا هاريس عندما كانت في السابعة من عمرها، وقامت والدتها بتربيتها وشقيقتها مايا في منطقة بيركلي التي يقطنها الأمريكيون من أصل أفريقي والطبقة المتوسطة الدنيا، عكس مدرستها الواقعة في منطقة يغلب عليها البيض الأكثر ثراء وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو".
احتضنت كامالا هويتها فذهبت إلى "الكنيسة المعمدانية للسود" ولمعبد هندوسي وعندما زارت الهند في طفولتها تأثرت بجدها الذي كان مسؤولا حكوميا رفيع المستوى ناضل من أجل استقلال الهند وجدتها الناشطة من أجل تعليم النساء.
درست كامالا العلوم السياسية والاقتصاد في جامعة هوارد، المرموقة تاريخيًا لأصحاب البشرة السمراء في واشنطن العاصمة كما التحقت بكلية الحقوق في سان فرانسيسكو.
وفي عام 1990، اجتازت كامالا اختبار المحاماة وانضمت إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا في أوكلاند كمساعد المدعي العام في التركيز على الجرائم الجنسية.
في عام 1994، بدأت كامالا بمواعدة ويلي براون، رئيس مجلس ولاية كاليفورنيا الذي كان يكبرها بـ 30 عامًا وعينها في مجلس استئنافات التأمين ضد البطالة ولجنة المساعدة الطبية وهي المناصب التي منحتها راتب 80 ألف دولار سنويًا بالإضافة إلى راتب المدعي العام وفي نهاية 1995 انفصلت عن براون الذي كان قد انتخب عمدة لمدينة سان فرانسيسكو.
عينت كامالا في مكتب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو وتوددت للنخبة الثرية هناك وفي 2003 أصبحت أول امرأة ملونة في كاليفورنيا تُنتخب مدعية عامة للمنطقة.
وترتبط كامالا بصداقة قوية مع الرئيس السابق باراك أوباما تعود إلى عام 2004 عندما ترشح لعضوية مجلس الشيوخ وكانت أول مسؤولة بارزة في كاليفورنيا تقدم له الدعم في حملته الرئاسية عام 2008.
في 2010، وخلال ولايتها الثانية كمدعية عامة لسان فرانسيكسو ترشحت، هاريس لمنصب المدعي العام في كاليفورنيا حيث اقتنصت المنصب بفارق 0.8%.
ويتهم البعض هاريس بأنها لم تفعل ما يكفي للتصدي لوحشية الشرطة أثناء عملها كمدعية عامة، خاصة بعد رفضها التحقيق في إطلاق الشرطة النار على رجلين من أصحاب البشرة السمراء في عامي 2014 و2015، كما أنها لم تدعم في 2015 مشروع قانون في مجلس الولاية كان سيطلب من المدعي العام تعيين مدع خاص متخصص في استخدام الشرطة للقوة المميتة.
وفي 2014، تزوجت كامالا من دوغ إيمهوف، محامي الشركات في لوس أنغلوس وهو أب لطفلين من زواج سابق.
في 2016، فازت بسباقها في مجلس الشيوخ الأمريكي واشتهرت عام 2017 بسبب استجوابها الحاد للمدعي العام آنذاك جيف سيشنز بشأن التحقيق حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية وفي العام التالي كان لها استجواب حاد آخر خلال جلسات استماع بريت كافانو للمحكمة العليا.
خاضت في 2019 حملة رئاسية واجهت خلالها بايدن بشأن موقفه من الحافلات عبر المقاطعات في السبعينيات ورغم ارتفاع شعبيتها في البداية إلا أن حملتها انهارت سريعا بسبب موقفها غير المتسق بشأن الرعاية الصحية، كما تجنبت مناقشة تفاصيل حياتها المهنية كمدعية عامة.
وأنهت حملتها الرئاسية في ديسمبر/كانون الثاني 2019، وسط اتهامات من مساعديها بإساءة معاملة موظفيها ومنح شقيقتها مايا نفوذا واسعا.
أعلنت تأييدها لبايدن في مارس/آذار 2020 وقالت إنه زعيم يمكنه "توحيد الشعب" بعدها اختارها الرئيس نائبة له لتصبح أول امرأة وأول أمريكية ملونة وأول نائبة رئيس أمريكية آسيوية في تاريخ الولايات المتحدة.