ما يقرب من ثلث التمويل الصيني لمشاريع الطاقة في جميع أنحاء العالم تذهب إلى الدول الأفريقية
جذبت أفريقيا المزيد من الإقراض الحكومي الصيني للبنية التحتية للطاقة أكثر من أي منطقة أخرى خلال العام الماضي، مما يسلط الضوء على رؤية بكين للأهمية الاقتصادية والاستراتيجية المتزايدة للقارة السمراء.
ونشرت شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية نتائج دراسة أجراها أكاديميون من جامعة بوسطن الأمريكية أن ما يقرب من ثلث أو 6.8 مليار دولار من أصل 25.6 مليار دولار أميركي كانت بنوك التنمية الصينية المملوكة للدولة قد أعارتها العام الماضي لمشاريع الطاقة في جميع أنحاء العالم، ذهب إلى دول أفريقية، ليصل إجمالي القروض الصينية لتمويل مشاريع الطاقة في أفريقيا منذ عام 2000 حتى الآن إلى 34.8 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت حجم الإقراض الصيني لمشاريع الطاقة في كل من أوروبا وآسيا الوسطي وأمريكا اللاتينية، 69 مليار و62 مليار و60 مليار دولار أمريكي على التوالي، مما يوضح التوغل الصيني المتزايد في أفريقيا.
ويأتي الإقراض القوي بعد الوعد الذي قطعه الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2015، بإجمالي 60 مليار دولار من الاستثمارات الصينية في إفريقيا بحلول نهاية هذا العام لإظهار ما وصفه "بمستقبل مشترك".
وكان قد أشار استطلاع رأي أجري عام 2016 عن 36 من البلدان الأفريقية أن 63 % من الأفارقة يرون أن نفوذ الصين في بلادهم "إيجابي إلى حد ما" أو "إيجابي للغاية".
وردا على سؤال حول الدول التي قدمت أفضل نموذج للتنمية في أفريقيا، احتلت الصين المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بنسبة 24 % و30 % على التوالي.
وحسب ما ذكرته شبكة الأخبار، تمثل مشروعات تمويل الطاقة أحد المحاور الرئيسية في مساعي الصين للفوز بحصة السوق والأصدقاء الدبلوماسيين في البلدان النامية من خلال بناء بنية تحتية مطلوبة بشدة.
وبلغ إجمالي الإقراض الصيني لمشاريع الطاقة في إفريقيا خلال العام الماضي 6.8 مليار دولار، وشكل قطاع توليد الطاقة ونقلها أكبر قطاعات للإقراض الصيني، حيث استحوذا على 22.3 مليار دولار من إجمالي المبلغ، بينما ذهب الباقي إلى التنقيب عن النفط والغاز واستخراجه.
ومن الناحية الجغرافية، تم تركيز الإقراض في ستة بلدان، حيث حصلت أنجولا ونيجيريا وزامبيا وأوغندا وجنوب إفريقيا والسودان على 23.8 مليار دولار من إجمالي 34.8 مليار دولار منذ عام 2000.
وقد ترك الباب مفتوحا أمام المقرضين الصينيين بسبب الافتقار المقارن في عمل من قبل المقرضين متعددي الأطراف المدعومين من الغرب، وقال كيفين جالاغر، وهو أستاذ سياسة التنمية العالمية في جامعة بوسطن: "لم تكن البنوك التقليدية متعددة الأطراف كافية لتمويل مشاريع الطاقة الكبيرة، وكانت الصين أكثر استعداداً لملء الفراغ".
بالإضافة إلى ذلك، قال الأستاذ جالاغر، إن الانفجار السكاني في أفريقيا، الذي من المرجح أن يؤدي إلى 1.3 مليار شخص إضافي في القارة بحلول عام 2050، أكد الطلب على توليد الطاقة ونقلها لعقود قادمة.
يأتي المزيد من الزخم وراء مشاركة الصين مع أفريقيا خلال مبادرة الحزام والطريق وهو برنامج تمويلي صيني لبناء البنية التحتية في أكثر من 80 دولة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
بينما واجهت بكين بعض المقاومة للمبادرة في آسيا وأوروبا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حجم أعباء الديون التي تتكبدها بعض البلدان المتلقية وانتقاداتها بسبب الافتقار الملحوظ للعقود التي تُمنح للمتعاقدين المحليين.
وكات قد حذر ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي الذي يقوم بجولة في خمس دول أفريقية، يوم الخميس من خطر اعتماد القارة السمراء على الاستثمارات الصينية، مشيرًا إلى أن هذا من شأنه أن يهدد استقلال دول القارة.
وقارن تيلرسون بين جهود الولايات المتحدة تجاه القارة وتلك التي تقوم بها الصين، مؤكداً على أن المساعي الأمريكية تهدف إلى الترويج "للنمو المستدام" بينما وصف الاستثمارات الصينية في القارة بأنها "تشجع الاعتماد على الغير".