بمناسبة اليوم العالمي للأرض في 22 أبريل/نيسان، نتطلع جميعا إلى مسار البيئة والتنمية المستدامة بفارغ الصبر.
في هذا اليوم الخاص، دعونا نسلط الضوء على نموذج التوازن بين الاقتصاد والبيئة، الذي تم استكشافه من قبل جامعة الزراعة الصينية. هذا النموذج الذي يمكن أن تستفيد منه عديد من الدول النامية، ويحمل بعض المعاني العميقة ليس فقط في الصين، بل في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2015، أصدر الرئيس الصيني شي جين-بينغ، توجيهات خلال زيارته لمقاطعة يونان بأنه "يجب الحفاظ على بحيرة إرهاي"، وقد أوقفت الحكومة المحلية زراعة الثوم من أجل مكافحة تلوث البيئة، وهو محصول اقتصادي ذو قيمة عالية، لكنه يسبب تلوثا عاليا، مما أدى إلى انخفاض كبير في دخل السكان المحليين، حيث تؤثر عليهم مجهودات الحفاظ على البيئة.
مشكلة تلوث البيئة
ومن أجل حل مشكلة تلوث البيئة الناتج عن النمو الاقتصادي، تعاونت جامعة الزراعة الصينية مع هيئات تطوير الزراعة وحماية البيئة، واستكشفت نماذج جديدة، حيث تواجد أكثر من 400 من العلماء والباحثين التكنولوجيين لأكثر من 40 جهة علمية وتعليمية وشركات في القرى الريفية، وقد قاموا ببناء نظام لتكنولوجيا الزراعة الخضراء عالية القيمة، من خلال الوقاية الدقيقة من التلوث وتحليله.
وقد ساعدوا في تنفيذ نموذج إحياء القرى الريفية، وأظهروا نموذجا قابلا للتطبيق للتنمية، وهو النموذج الذي يحقق فوائد مزدوجة من خلال الابتكار التكنولوجي وحماية البيئة، وهذا يعتبر الأساس الرئيسي لهذا النموذج، وهو دمج الابتكار التكنولوجي مع بناء الحضارة البيئية، من خلال حل المشكلات البيئية بواسطة وسائل تكنولوجية، وفي الوقت نفسه تعزيز التنمية المستدامة للزراعة المحلية.
وقد أظهرت التجربة العملية لجامعة الزراعة الصينية عدة أمور، أولها أن النمو الاقتصادي وحماية البيئة ليسا في تناقض، بل يمكن أن يكونا بينهما تكامل. وفي عام 2023، حصدت المزرعة العلمية 150 موضعا مؤقتا، باستخدام تقنية الأسمدة الذكية لأرز الزراعة الخضراء، تم زراعة 808 كيلوغرامات من الأرز للفدان، مما زاد من إنتاجية المحصول بنسبة 30%، والحد من المياه المستعملة في الحقل للنيتروجين والفوسفور بنسبة 30-50%، مما أدى إلى تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة بمقدار 1600 يوان صيني، أي نحو 220 دولارا أمريكيا لكل فدان، وهو يؤكد أهمية التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وحماية البيئة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وثانيا، فإن جامعة الزراعة الصينية لديها تفكير متقدم جدا في مكافحة التلوث، بالحد من المصادر، ومراقبة العمليات، والهندسة البيئية، واستخدام الطاقة.
ومن خلال التخطيط لنظام زراعي في المنطقة بأسلوب تعاوني يستهدف توفير الطاقة والحد من الانبعاثات وزيادة الإنتاجية والكفاءة والقيمة المضافة، هذا النموذج الصيني للتوازن بين الاقتصاد والبيئة يمكن أن يقدم تجارب قيمة للدول والمناطق الأخرى، لمساعدتها في وضع استراتيجيات التنمية المستدامة التي تتناسب مع وضعها الوطني لتحقيق الازدهار الاقتصادي وتحقيق التوازن البيئي.
حماية الكوكب
أخيرا، تذكرنا التجربة العملية لجامعة الزراعة الصينية بأن كل شخص يجب أن يساهم في حماية كوكب الأرض. وفي هذا اليوم الخاص (يوم الأرض)، دعونا نتحد في العمل معا، ونركز على مشاكل البيئة، وندعم أسلوب الحياة الخضراء، ونسعى جاهدين لتحقيق التنمية المستدامة لكوكب الأرض.
لذلك، ما تم اكتشافه في جامعة الزراعة الصينية في يونان، يقدم نموذجا للتوازن بين الاقتصاد والبيئة، وقيمة وإلهاما لنا. في المستقبل، دعونا نتبنى مبدأ التنمية الخضراء، ونعمل جاهدين لتحقيق فوائد مزدوجة من النمو الاقتصادي وحماية البيئة، ونبني معا وطنا جميلا لكوكب الأرض.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة