شهد العقد الماضي مساعي هائلة للصين في مجال حماية البيئة، ومن بين أبرز ما تم تحقيقه زيادة أعداد بعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض.
وكثفت الصين من إجراءات حماية الأفيال الآسيوية، ومنها الفيل الصغير لونج لونج، والذي يقول حراسه إنه شقي، حيث يحب الانزلاق إلى أسفل المنحدرات الموحلة مثل هذا، لكن مزاجه لم يكن هكذا عندما تم إنقاذه في يوليو/ تموز من العام الماضي. بعد أشهر من العلاج الدقيق، تعافى لونج لونج تدريجيا.
وهذه ليست سوى واحدة من العديد من قصص النجاح في مركز الإنقاذ في ولاية شيشوانجبانا ذاتية الحكم لقومية داي بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، أكبر موطن للأفيال الآسيوية في الصين.
ومنذ إنشائه في عام 2008، أنقذ المركز أكثر من 20 فيلا بحاجة إلى المساعدة، وهذا مجرد مثال واحد.
حيث تظهر البيانات الرسمية أنه في نهاية عام 2021، كان هناك أكثر من 300 فيل آسيوي في الصين، أي أكثر بنحو 100 مقارنة بعام 2011.
وقبل عام، نشّط قطيع من الأفيال حركاته قرب ولاية شيشوانجبانا، ما شكل تحديات جديدة نظرا لتوسع حركات الأفيال حيث كثفت زيارتها إلى المستوطنات البشرية للحصول على الغذاء.
وفي هذا السياق، تم حاليا إنشاء أنظمة ذكية للمراقبة والإنذار لتجنب الصراع بين الإنسان والفيلة.
كما يتم زراعة المحاصيل التي تحبها الفيلة في الأماكن التي غالبا ما تزورها والتي تسمى "مقاصف الفيلة".
ومن أجل الحفاظ على الأفيال الآسيوية بشكل أفضل، تعمل السلطات الآن على خطة لبناء حديقة وطنية مخصصة.
تشن في مدير مركز أبحاث الأفيال الآسيوية التابع للإدارة الوطنية الصينية للغابات والمراعي، قال إن المركز يضع استراتيجية "حماية مزدوجة الهدف"، ما يعني أنه لا يهدف فقط إلى المساعدة على زيادة أعداد الأفيال، ولكنه سيحمي أيضا الغابات الاستوائية المطيرة، والتي تعتبر أيضا ذات قيمة.
في العام الماضي، غادر قطيع من الأفيال موطنه الطبيعي وقطع مسافة طويلة شمالا إلى مدينة كونمينج عاصمة مقاطعة يوننان.
وبفضل الجهود المشتركة التي بذلتها السلطات والسكان، عادت تلك الأفيال سالمة وبحالة جيدة في نهاية المطاف. فيما قال الخبراء إن هذا مثال رائع على التعايش المتناغم بين الإنسان والحياة البرية، ولكن ذلك لا يزال يتطلب مزيدًا من الجهود لمعالجة أزمة التنوع البيولوجي التي يواجهها العالم.