"شاينا سفر".. وسط العاصمة الإثيوبية يتحدث الصينية
في وسط ضاحية بولي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يقع "شاينا سفر" الحي والسوق الصينييْن، حيث يمكنك رؤية كل ما يتعلق بجمهورية الصين.
تتنوع الأحياء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في شكلها ومضمونها، لتعيش في انسجام داخل ذلك المجتمع الأفريقي، إذ تستطيع رؤية الجنسيات الأوروبية والأفريقية والآسيوية لدى مرورك بأحد أحياء العاصمة أديس أبابا، خصوصاً ضاحية بولي العريقة والتي يقع فيها أحد الأحياء الصينية بالقرب من منطقة بولي رواندا.
بمجرد دخولك إلى الحي، ستقع عيناك على كل ما هو صيني، من عمال وبضائع ولافتات، إذ يمثل ذلك الحي ملتقى للصينيين الموجودين في إثيوبيا بأكملها، الذين حضروا لمختلف الأغراض، فمنهم من يعمل في الاستثمار، ومنهم من يعمل في قطاع البناء والتشييد.
وعلى الرغم من وجود الصينيين في معظم المدن الإثيوبية، فإن الحي الصيني لفت الأنظار مؤخرا، نظراً لما يحتويه من لافتات ومنتجات صينية، حتى إن معظم المحال التجارية فيه يمتلكها أو يستخدمها صينيون.
ويوجد في المنطقة شارع يمتد لأكثر من كيلومتر، كتبت كل لافتات المتاجر فيه باللغة الصينية حتى تلك التي يملكها إثيوبيون، نظراً للإقبال الشديد عليه من العاملين الصينيين وأسرهم، لذا فليس مستغرباً أن ترى المطاعم والمتاجر والبضائع الصينية متوفرة هناك بكثرة.
"العين الإخبارية" تجولت داخل حي "شاينا سفر" والتقت بعض العاملين والمقيمين فيه، للكشف عن سر نمو تلك المنطقة وازدهار الثقافة الصينية فيها.
تقول قالكيدان دانجاتشو العاملة في سوق وسط الحي: "أنا أعمل في مجال بيع الأحجار الكريمة وأغلب زبائننا من الأجانب، لذا لغة التواصل هي الإنجليزية إذا استطاع الزبون التحدث بها، أو نتحدث نحن الصينية التي تعلمناها، لذا لا يوجد حاجز اللغة بيننا".
وتضيف دانجاتشو: "أي زبون يأتي ويشتري ما يحتاج دون أي معوقات، وزبائننا أغلبهم من الأجانب أما السوق المحلي فضعيف جدا، ونريد مزيداً من التعريف بمنتجاتنا للإثيوبيين".
ويعتبر الحي الصيني في أديس أبابا فريدا من نوعه، فهو نموذج للتواصل الإثيوبي الصيني، فتجد المنتجات من البلدين جنباً إلى جنب داخل المتاجر، كذلك الأكلات الشهيرة الصينية والإثيوبية تقدم في مطاعم الحي، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الإثيوبيين والصينيين على حد سواء.
هنوك مهدر عامل في أحد المحلات التجارية داخل الحي، يقول: "الحي الصيني فرض نفسه من خلال العديد من المنتجات".
أكمل ياسن، تاجر، يقول: "أتاجر في الخضراوات في السوق، ومعظم زبائني من الصين، لذا تعلمت الصينية للتحدث بها معهم، كما بدأت قراءة الصينية والتعامل بها في حياتي اليومية دون مشكلة أو معوقات للتواصل معهم".
ويظل السوق الصيني في أديس أبابا نموذجاً للتعايش والتواصل الصيني الإثيوبي، ومدى العلاقات التي تربط البلدين ثقافيا واجتماعيا وتجاريا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز