صادرات الصين تسجل 302 مليار دولار في مايو.. أعلى وتيرة خلال 12 شهرا
ارتفعت صادرات الصين في شهر مايو/أيار بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من عام، على الرغم من التوترات التجارية، وفقا لبيانات الجمارك الصادرة اليوم الجمعة.
وقفزت الصادرات 7.6% في مايو/أيار مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي إلى 302.35 مليار دولار، مرتفعة بأسرع وتيرة منذ أبريل/نيسان 2023، وارتفعت الواردات 1.8% إلى 219.73 مليار دولار، مخالفة التقديرات التي أشارت إلى نمو بنحو 4%.
ويعود ارتفاع الصادرات جزئيا أيضا إلى انخفاض القاعدة في الفترة نفسها من العام الماضي، عندما انخفضت الصادرات بنسبة 7.5%.
وبالمقارنة، نمت الصادرات بنسبة 1.5% في أبريل/نيسان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت واردات أبريل/نيسان بنسبة 8.4%.
وتسببت الصادرات القوية في اتساع الفائض التجاري للصين إلى 82.62 مليار دولار، ارتفاعا من 72.35 مليار دولار في أبريل/نيسان، وفقا للبيانات التي نقلتها "AP".
ويأتي نمو الصادرات في الوقت الذي تواجه فيه الصين توترات تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة وأوروبا، إذ تعمل الولايات المتحدة على زيادة التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية الصنع بينما تدرس أوروبا فرض تعريفات مماثلة.
قال زيتشون هوانغ من كابيتال إيكونوميكس في مذكرة "من غير المرجح أن تهدد التعريفات الأجنبية الصادرات على الفور، وإذا كان هناك أي شيء فإنها قد تعزز الصادرات على الهامش، تقوم الشركات بتسريع الشحنات لتحمل الرسوم الجمركية في وقت مبكر".
وقال هوانغ أيضا إن الصادرات ستحظى بالدعم من خلال سعر صرف حقيقي أضعف.
وقالت "لم تتغير أحجام الواردات إلا قليلا الشهر الماضي، لكنها سترتفع على الأرجح قريبا، مع زيادة الإنفاق الحكومي لدعم قطاع البناء كثيف الاستيراد".
وظلت الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا الوجهة الأكبر للمنتجات الصينية، مع نمو الصادرات إلى آسيان بنسبة 9.7% على أساس سنوي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار إلى 50.83 مليار دولار.
ونمت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 0.2% فقط في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين انخفضت الشحنات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 3.9% على أساس سنوي.
وكان الصلب والسيارات والأجهزة المنزلية والسفن أسرع فئات الصادرات الصينية نموا هذا العام، وارتفعت أسعار السيارات بأسرع معدل، إذ صدرت الصين 2.4 مليون سيارة في الأشهر الخمسة الأولى من العام، بزيادة 26.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتواجه الصين اتهامات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإفراط في الإنتاج وإغراق الأسواق الخارجية بالسيارات الكهربائية الرخيصة، وقد عمل كلاهما على فرض رسوم جمركية على مثل هذه المركبات.
وفي الوقت نفسه تشعر الصين بالقلق أيضا من أن الرسوم المفروضة على سياراتها الكهربائية، التي ستؤدي إلى انخفاض الصادرات وسط ضعف الطلب في الداخل.
وقال لين سونغ، من شركة ING Economics، إنه إذا كانت التعريفات الجمركية على الصادرات الاستراتيجية الصينية والسيارات عدوانية، فهناك "احتمال للانتقام وتصعيد الاحتكاك التجاري".
وقال سونغ في مذكرة "ما زلنا حذرين بشأن توقعات التجارة للنصف الثاني من العام ونتوقع تراجع مساهمتها في النمو".
تباطأ نشاط المصانع في الصين أكثر من المتوقع في مايو/أيار، وفقا لمسح رسمي صدر الأسبوع الماضي.
انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات إلى 49.5 من 50.4 في أبريل/نيسان على مقياس يصل إلى 100، إذ يمثل 50 الفاصل بين التوسع والانكماش.
وتكافح الصين من أجل التعافي بعد جائحة كوفيد-19، إذ تواجه ضعف الطلب على مستوى العالم بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، كما يؤثر الركود في قطاع العقارات في الصين على النمو.
ويقول اقتصاديون إن الصين حددت هدفا يبلغ نحو 5% للنمو الاقتصادي هذا العام، وهو طموح سيتطلب المزيد من الدعم السياسي.