الصين تواجه أزمة انخفاض المواليد رغم تعديل سياسة الإنجاب
متوسط التكلفة السنوية لتربية طفل واحد نحو 3115 دولارا في المدن الرئيسية وهو أمر لا يطاق بالنسبة للعديد من الأسر.
تواجه الصين التي تعد أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم حالة ديموغرافية قاتمة، حيث إن عدد المواليد في عام 2017 شهد انخفاضا بمعدل 630 ألف طفل عن عام 2016، الأمر الذي أثار شكوك الكثير من الخبراء حول فعالية سياسة الطفلين في البلاد.
وذكرت صحيفة "الشعب" الصينية نقلاً عن المكتب الوطني للإحصاءات في الصين أن عدد المواليد في الصيني انخفض بنسبة 3.5 % خلال عام 2017، وبذلك تتراجع التقديرات الحكومية، التي توقعت ارتفاع عدد السكان من 1.39 إلى 1.45 بليون نسمة بحلول عام 2030.
ذكر خي يافو، وهو باحث في علم السكان للصحيفة، أن انخفاض معدل المواليد الذي شهدته البلاد خلال عام 2017 يشير إلى نهاية طفرة المواليد التي جلبتها سياسة الطفلين الصينية، والتي كانت قد أدت بالفعل إلى زيادة معدل المواليد بنسبة 7.9 % في عام 2016، إلا أنه منذ ذلك الحين ظلت النسبة تنخفض بإطراد، ومن المحتمل أن يستمر معدل المواليد في الانخفاض خلال الاعوام القليلة المقبلة".
وأشار يافو في حديثه للصحيفة إلى أن معدل المواليد في الصين لم يعد يتأثر بسياسة الطفل الثاني مجدداً، حيث إن الكثير من النساء الصينيات أصبحن أكثر انشغالا بإيجاد العمل المناسب بدلا من الزواج والأبناء، كما تعتبر أيضا تكلفة تربية الأطفال من العوامل المهمة التي حدت من رغبة الشباب في إنجاب أطفال.
وبحسب الصحيفة، فإن متوسط التكلفة السنوية لتربية طفل واحد تتراوح بين 20 (3115 دولارا) إلى 30 ألف يوان في المدن الرئيسية، وهو أمر لا يطاق بالنسبة للعديد من الأسر ذات الدخل المنخفض.
وكانت الصين انتهت من سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود طويلة وقررت في 2015 السماح لكل الأزواج بإنجاب طفلين.
وكان من المفترض أن تكون سياسة الطفل الواحد مجرد إجراء انتقالي للحد من النمو السكاني الكبير في الصين والمساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي الذي تسعى إليه البلاد، إلا أن هذا الإجراء تحول إلى واقع دائم فاقت سلبياته الاجتماعية والاقتصادية إيجابياته.
وكانت النتيجة ارتفاع خطر عدم التوازن من الذكور والإناث، وتراجع حجم القوي العاملة في البلاد وتجاوز عدد كبار السن عدد الشباب، مما دفع الحكومة الصينية إلى إيجاد سبل جديدة لرفع معدل المواليد مرة الأخرى من خلال السماح للأزواج بإنجاب طفلين بدلاً من طفل واحد.
ويشير الخبراء إلى أن الحكومة الصينية في الوقت الحالي تعمل علي تنفذ سياسات أكثر عملية لتشجع الأسر على الإنجاب، بما في ذلك الحوافز الضريبية أو الإعانات المباشرة للأزواج.
في حين أشار بعض الخبراء أيضا إلى أن اعتماد سياسة الطفلين في الصين كانت لها سلبيات ظهرت في أزمة تفاقم الفجوة بين الجنسين في الصين.
وكان المكتب الوطني للإحصاء ذكر أيضا أنه مع نهاية عام 2017، كان عدد الذكور في البلاد يزيد على عدد الإناث بنسبة تصل إلى 32.66 مليون نسمة، منخفضا عن معدل نهاية 2016 الذي قدر بـ 33.59 مليون نسمة.