الرسوم الصينية على النفط الأمريكي ستضر تجارة بمليار دولار شهريا
يأتي النزاع بين الولايات المتحدة والصين في وقت بالغ الأهمية لأسواق النفط.
سيضر تهديد الصين بفرض رسوم على وارداتها من النفط الخام الأمريكي تجارة شهدت طفرة في العامين الماضيين ويبلغ حجمها الآن نحو مليار دولار شهرياً.
وفي تصعيد لخلافات حول العجز التجاري الأمريكي مع معظم شركاء واشنطن التجاريين الرئيسيين، ومن بينها الصين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه يمضي قدماً في خطة لفرض رسوم كبيرة على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار، اعتباراً من السادس من يوليو/تموز.
وقالت الصين يوم الجمعة إنها سترد على ذلك بفرض رسوم على عدة سلع أولية أمريكية من بينها النفط.
ويتوقع المستثمرون أن يؤثر الخلاف على شركات النفط الأمريكية، وهو ما دفع أسهم إكسون موبيل وشيفرون للتراجع بين واحد واثنين في المائة منذ يوم الجمعة، بينما هبطت أسعار النفط الخام الأمريكي بحوالي خمسة في المائة.
وقال ستيفن إنز، رئيس التداول لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى شركة أواندا للوساطة في العقود الآجلة بسنغافورة "يشكل هذا التصعيد في الحرب التجارية مخاطر على أسعار النفط، دعونا نأمل في أن يسود التعقل، لكنني لست متفائلاً بشدة".
ويأتي النزاع بين الولايات المتحدة والصين في وقت بالغ الأهمية لأسواق النفط.
ففي أعقاب عام ونصف العام من خفض طوعي للإمدادات بقيادة منظمة أوبك وروسيا، انحسر المعروض في أسواق النفط، وهو ما دفع أسعار الخام للصعود.
ومن شأن هبوط محتمل في صادرات النفط الأمريكية إلى الصين أن يعود بالفائدة على منتجين آخرين، وبصفة خاصة روسيا وأعضاء في أوبك.
وألمحت السعودية وروسيا يوم الجمعة إلى أنهما سيخففان القيود على الإمدادات وأنهما شرعا في زيادة الصادرات.
رد الصين العنيف على ترامب باغت البعض في القطاع.
فقد شهدت صادرات الخام الأمريكي إلى الصين زيادة حادة بفضل ارتفاع الإنتاج الأمريكي بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية، والذي كان بديلاً طيباً لتعويض نقص الإمدادات من أوبك وروسيا.
وقال مسؤول في شركة نفط صينية حكومية كبرى -طالبا عدم الكشف عن هويته -لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام "فوجئنا بأن النفط الخام على القائمة".
وتابع: "كنا نستعد بالفعل لزيادة الواردات وفقاً للخط الحكومي المعلن مسبقاً"، مشيراً إلى سياسة بكين التي تم تفعيلها في وقت سابق هذا العام للمساهمة في خفض العجز التجاري الأمريكي مع الصين.
وأظهرت بيانات الشحن البحري على منصة تومسون رويترز آيكون أن شحنات الخام الأمريكي إلى الصين قفزت من حيث القيمة مؤخراً من 100 مليون دولار فقط شهريا في أوائل 2017 إلى نحو مليار دولار شهرياً حالياً.
وستجعل الرسوم التي تهدد الصين بفرضها، الخام الأمريكي أعلى تكلفة مقارنة بالإمدادات من مناطق أخرى من بينها الشرق الأوسط وروسيا، وقد تعرقل نشاطاً شهد طفرة مؤخراً.
وقال دريسكول "في ظل سياسات ترامب، نشهد إعادة تشكيل التحالفات في العالم. لن تبتلع الصين الرسوم الأمريكية وتسكت. هذه دبلوماسية العين بالعين النفطية".