تأكيدا للشراكة والتعاون العميق بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، استقبل وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، أمس الأول، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف بن فلاح الحجرف، بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات بين الصين ومجلس التعاون الخليجي والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق واسع.
وخلال محادثاتهما، قال "وانغ" إن الصين عززت خلال الأعوام الماضية، الثقة السياسية المتبادلة وعمقت التعاون العملي مع دول المجلس، مضيفا أن الصين ودول مجلس التعاون قوتان مهمتان لتحقيق الاستقرار، وأنه في مواجهة التغيرات العميقة على نطاق لم نشهده منذ قرن، وتأثير جائحة كوفيد-19، يجب على الجانبين العمل معا للاضطلاع بدور أكثر إيجابية في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وتعزيز السلام والتنمية في العالم.
من جهته، قال الدكتور "نايف" إن الصين شريك استراتيجي وتجاري مهم لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن الجانبين يحظيان بمستوى عال من الثقة المتبادلة.
وأصدرت وزارة الخارجية الصينية ومجلس التعاون الخليجي بيانا مشتركا، اتفقا فيه على أن الظروف اللازمة لإقامة شراكة استراتيجية بين الصين ودول المجلس باتت ناضجة، وأنهما سيسرعان هذه العملية، وسيعملان معا على صياغة وتوقيع خطة عمل للحوار الاستراتيجي في الأعوام الثلاثة المقبلة، واستكمال المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول المجلس في وقت مبكر، وعقد الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية، في الوقت المناسب، وتخطيط التنمية المستقبلية للعلاقات والتعاون بين الجانبين.
ويلتقي وزير الخارجية الصيني وزراء خارجية السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عُمان ودول أخرى بالمنطقة، ويجري مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لتبادل وجهات النظر بشكل معمق، وإجراء التنسيق والتواصل للحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيز التعاون.
علاقات الصين بدول مجلس التعاون الخليجي قديمة وتتقدم بشكل مطرد، خاصة في السنوات الأخيرة، كما دخلت تنمية العلاقات بين الجانبين "مسارا سريعا".
وأبرزت مثل هذه الزيارات الدبلوماسية المكثفة الأهمية الكبيرة التي يعلقها أعضاء مجلس التعاون الخليجي على الصين، وأهمية ومتانة العلاقات بين الجانبين.
وحافظت الإمارات، كعضو بارز في مجلس التعاون الخليجي، على علاقاتها الودية مع الصين في شتى المجالات، إذ تعد الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إضافة إلى المجالات التقليدية، يسعى الجانبان إلى توسيع نطاق التعاون باستمرار، ومؤخرا أظهرت العلاقات الصينية-الإماراتية زخْما من التطور الشامل والسريع والعميق، فيما يشمل تعاون البلدين الطاقة المتجددة واللوجستيات والبنية التحتية وعلوم الحياة والذكاء الاصطناعي وغيرها.
ومنذ تفشي "كوفيد-19" تعاونت الصين والإمارات في تنفيذ المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الدولية للقاح كورونا، إذ أجرتا تعاونا فعالا في إنشاء الآلية المشتركة للوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، وتبادل المعلومات، والقيام بالأبحاث الخاصة باللقاحات وتطويرها.
وفي مجال الثقافة، شاركت الصين بشكل إيجابي في إكسبو دبي 2020، إذ تم تنظيم يوم الجناح الوطني الصيني في 10 يناير الجاري، حيث تم تقديم عروض ثقافية عن الصين، لتعزيز معرفة الشعب الإماراتي وشعوب الدول العربية بعمق الثقافة الصينية، كترجمة للعلاقات الوثيقة بين الصين والإمارات، والتي تعد نموذج تعاون يُحتذى عالميا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة