منافس نووي ثالث في 2035.. الجيش الأمريكي يكشف أسرار نظيره الصيني
أخطر الجيش الأمريكي الكونغرس أن الصين تمتلك في الوقت الحالي راجمات صواريخ عابرة للقارات أكثر مما تملكه واشنطن في مخزونها الدفاعي.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها، أن الجنرال أنتوني كوتون، قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية التي تشرف على القوات النووية، بعث برسالة إلى لجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب، في يناير/ كانون الثاني الماضي، قال فيها إن "عدد قاذفات الصواريخ الأرضية الثابتة والمتحركة التي تمتلكها الصين يتجاوز عدد قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تمتلكها الولايات المتحدة".
وجاءت الرسالة بموجب تشريع أقره الكونغرس، العام الماضي، يلزم القيادة الاستراتيجية إخطار المشرّعين بامتلاك بكين صوامع صواريخ باليستية عابرة للقارات أو عدد أكبر من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة تقدمت بإخطارات بعضها سريا إلى الكونغرس، لكن النسخة غير السرية التي جاءت في رسالة كوتون هذه، لم تذكر كيف سيستخدم الجيش الصين هذه المخازن أو مدى السرعة التي قد تملأها بكين بالصواريخ.
وقال المسؤول الأمريكي إن إخطارات القيادة "لا تشمل الصواريخ التي تُطلق من الغواصات والقاذفات بعيدة المدى"، حيث تمتلك الولايات المتحدة ميزة محددة.
كما أخطرت القيادة الاستراتيجية الكونغرس بأن الولايات المتحدة لديها صواريخ عابرة للقارات تعتمد على الأرض، وتمتلك عدداً من الرؤوس الحربية النووية المثبتة على تلك الصواريخ أكثر من الصين.
برغم ذلك، أشار النواب الجمهوريون إلى أن قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تعد مؤشراً على حجم طموحات الصين، وطالبوا الولايات المتحدة بتعزيز قواتها النووية لمواجهة روسيا والصين.
وقال النائب مايك روجرز، النائب الجمهوري عن ولاية ألاباما الذي يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "تقترب الصين بسرعة من التكافؤ مع الولايات المتحدة. ونحن لا يمكن أن نسمح بأن يحدث ذلك. حان الوقت الآن لتعديل وضع قوتنا وزيادة القدرات لمواجهة هذا التهديد".
وأشار روجرز إلى أن القيود المفروضة على القوات بعيدة المدى التي تضمنتها المعاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا، والمعروفة باسم ستارت الجديدة، تمنع الولايات المتحدة من بناء ترسانتها لردع روسيا والصين. لكن الصين ليست طرفا في هذه المعاهدة التي ستنتهي عام 2026.
أقرت إدارة بايدن بأن التحديات التي يفرضها الخصوم الذي يمتلكون أسلحة نووية معقدة ومن ثم تسعى الولايات المتحدة للتعامل معهم باستخدام مزيج من ترتيبات الحد من التسلح والقوات النووية المطورة.
وقال البنتاغون في وثيقة سياسية عُرفت باسم مراجعة الوضع النووي العام الماضي: "بحلول الثلاثينيات من القرن الحالي، ستواجه الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، قوتين نوويتين رئيسيتين كمنافسين استراتيجيين وخصمين محتملين".
وذكرت الصحيفة أن الصين، التي رفضت عقد محادثات للحد من التسلح مع الولايات المتحدة، في طريقها لنشر حوالي 1500 رأس نووي بحلول عام 2035، مقارنة بمخزونها التشغيلي المقدر بأكثر من 400 في عام 2021، وفقا لتقرير البنتاغون الذي صدر العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن نمو القوات النووية الصينية يزيد من خطر تحوّل أي صراع تقليدي محتمل بين بكين وواشنطن إلى نزاع نووي، رغم تأكيد "البنتاغون" بأن المواجهة العسكرية بشأن تايوان "لا تبدو وشيكة".
ووفقا للتقرير، تمتلك الصين أسطولًا من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ولديها حوالي 20 صاروخًا يعمل بالوقود السائل مثبتاً في تلك الصوامع. كما تقوم ببناء ثلاثة حقول صوامع للصواريخ البالستية العابرة للقارات تهدف إلى استيعاب ما لا يقل عن 300 صاروخ حديث يعمل بالوقود الصلب.
وناقش الباحثون خطط الصين لملء جميع الصوامع بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية، وما إذا كان بعضها قد يُترك فارغًا أو ما إذا كان بعضها مزوداً بأنظمة أسلحة تقليدية.
قال هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين إن صور الأقمار الصناعية التجارية لأماكن المخازن الصينية لا تقدم أي مؤشر على أن الجيش الصيني يتدرب على تحميل تلك الصوامع الجديدة بصواريخ باليستية عابرة للقارات أو إجراء تدريبات حولها.
وأضاف كريستنسن: "إنهم يبنون عددًا كبيرًا من الصوامع، لكننا لا نعرف عدد الصواريخ أو الرؤوس الحربية التي سيضعونها فيها".
برغم ذلك، فإن الاعتقاد السائد بين معظم المسؤولين الأمريكيين هو أن جميع الصوامع ستمتلئ بصواريخ عابرة للقارات ذات رؤوس نووية خلال العقد المقبل أو نحو ذلك.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز