طرق مبتكرة بالصين لمكافحة الغش في الامتحانات
على الرغم من أن الغش في الامتحانات بالصين يحمل عقوبة تصل إلى 7 سنوات في السجن، لا يزال البعض يبدع في طرق الغش المبتكرة بالبلاد.
بدأت اختبارات القبول في الجامعات الصينية، يوم الخميس، ومن المقرر أن تستمر في أغلب أنحاء الصين قرابة أسبوع.
وبينما يستعد آلاف الطلاب لأهم اختبار في حياتهم -وهو تقييم يمكن أن يحدد مسار مستقبلهم- يبدو دائمًا أن هناك آخرين يحاولون الحصول على أفضل النتائج من خلال الغش.
وعلى الرغم من أن الغش يحمل عقوبة تصل إلى 7 سنوات في السجن بموجب القانون الصيني، لا يوجد حد للمخططات التي يضعها بعض الطلاب في محاولة التفوق على ملايين من الشباب الصيني الذين يتنافسون بشراسة للالتحاق بأفضل الجامعات.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية أنه حتى مع تطور أساليب الغش المستمرة، تقوم السلطات أيضًا بتحديث تقنياتها وتكتيكاتها، لمواكبة الغشاشين.
على سبيل المثال، اعتمدت سلطات الصينية في منغوليا الداخلية بشمال البلاد هذا العام، استخدام نظام التعرف على الوريد بالأصابع بدلاً من الطريقة التقليدية للتحقق من بصمات الأصابع، وذلك للتأكد من أن الأشخاص الذين سيخضعون لاختبار الالتحاق بالجامعات هم المرشحون الحقيقيون.
وتعتمد السلطات هذه الطريقة، نظراً لان الأوردة الموجودة داخل الجسم غير مرئية ومن الصعب تزييفها ولا يمكن الحصول عليها دون علم الشخص، في حين أن بصمات الأصابع العادية يمكن تصويرها والحصول عليها دون أن يدرك الشخص ذلك.
وفي الوقت نفسه، تقوم الشرطة في مقاطعة هوبي بوسط الصين، بتفتيش جميع الممتلكات والمباني السكنية حول المناطق المدرسية، ليلقوا نظرة عن كثب على المساحات المستأجرة لفترة قصيرة بالقرب من المدارس، حيث يمكن لشخص ما أن يتلقى أسئلة اختبار عبر جهاز لاسلكي، من ثم يعود لإرسال الإجابات إلى الطلاب داخل غرفة الاختبار، حسبما أفاد راديو الصين الوطني يوم الإثنين.
كما اعتمدت جميع المقاطعات بشكل عام نشر أنظمة التعرف على الوجه والبصمة وأجهزة الكشف عن المعادن التي تبقي الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى خارج غرفة الاختبار.
وأجهزة الكشف التي يمكنها العثور على سماعات الأذن اللاسلكية والطائرات بدون طيار التي تحجب الإشارات حول المدرسة وأيضاً رصد المواقع التي تحدد مكان وجود أوراق الاختبار المُسربة.
وخلال الأسبوع الذي تُجرى فيه الامتحانات، حظرت بعض الجامعات الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي دون إذن من الشرطة، لمنعهم من التبديل مع شخص آخر لحضور الامتحان نيابةً عنهم، حيث إنه يجب على الطلاب المسموح لهم بالمغادرة الإبلاغ عن موقعهم أثناء وجودهم خارج الحرم الجامعي.
وبحسب الصحيفة، فإن امتحانات قبول الجامعات ليس المكان الوحيد الذي يستهدف الغشاشون في الصين، حيث تم العثور على أدوات الغش المبتكرة في اختبارات مهمة أخرى في جميع أنحاء البلاد.
هنا نظرة على بعض الحالات الأكثر شهرة:
البصمات الوهمية
في واحدة من أكبر حالات الغش المنظمة في تاريخ الصين، استخدم أكثر من 120 طالبا جامعيا بصمات مزيفة للدخول إلى غرفة الاختبار بدلاً من خريجي المدارس الثانوية الذين دفعوا آلاف اليوانات لهم في مقاطعة خنان بوسط البلاد.
وقام المنظمون حينذاك برشوة المراقبين أيضاً لمساعدة الطلاب المزيفين الذين كانوا يرتدون أغشية تحمل بصمات أصابع المرشحين الحقيقيين على أصابعهم، وسمحوا لهم بدخول غرفة الاختبار لأداء الامتحان، وفقا لتقرير نشرته محطة التلفزيون المركزية الصينية.
وبحسب التقرير، تلقى كل بديل مبلغ 5000 يوان (782 دولار) كدفعة أولى، في حين اشتُرط عليهم أن يستلموا باقي المبلغ المقدر بعشرات الآلاف من اليوانات في حالة حصول الطلاب على درجات جيدة.
وما أن اكتشفت السلطات الأمر، قامت بطرد جميع الطلاب المزيفين من جامعاتهم، وتم تعليق طلاب المدارس الثانوية من الخضوع لأي امتحانات وطنية رئيسية لمدة 3 سنوات.
المحايات الإلكترونية
وساعدت المحايات الإلكترونية التي تحتوي على جهاز إرسال إشارة 27 شخصًا على الحصول على الإجابات الصحيحة في امتحان الترخيص الحكومي لمزاولة مهنة الصيدلة، بمقاطعة جيانغسو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي داخل علبة مطاطية تشبه ممحاة، سمحت دائرة متكاملة للمتقدمين للامتحان بإرسال الأسئلة إلى أشخاص خارج غرف الاختبار وتلقي إجابات منهم، حسبما أفاد تلفزيون الصين المركزي.
وقال مراقب الدورية الذي كان ضابط شرطة، وإنه أشتبه في أن تكون الممحاة جزءًا من محاولة للغش في الامتحان بعد أن لاحظ أن أحد الطالبات التي أخذت الاختبار كانت تحدق بكثرة في ممحاتها، وفقا للتقرير.
واحتجزت الشرطة حينها 10 أشخاص لبيع أدوات الغش وصادرت أكثر من 100 جهاز إلكتروني مصمم للغش.
حافظة نقود عالية التقنية
قالت صحيفة تشاينا ديلي إن شابا حاول الغش في الاختبار التحريري للحصول على رخصة قيادة في شنتشن في يناير 2016 باستخدام كاميرا صغيرة ملحقة بذراعه لإرسال أسئلة إلى مدرب.
وكان قد وعد الرجل بدفع 3500 يوان إلى المدرب ليرسل له الإجابات من خلال جهاز إرسال وضع في محفظة الرجل.
إلا أن القلق الذي أبداه الرجل أثناء الاختبار قد أثار الشكوك بين أفراد الأمن في مركز الاختبار، وفي نهاية المطاف واعتُقل الرجل والمدير وثلاثة آخرون ممن قدموا له المساعدة.
سماعات متناهية الصغر
السماعات الدقيقة مخبأة في قناة الأذن هي أداة غش شعبية، لدرجة أن الأطباء في مستشفيين رئيسيين في ووهان، مقاطعة هوبي، أزالوا السماعات بعد أن حُشرت في آذان أكثر من 16 تلميذاً في اليوم نفسه، في اختبار إجادة اللغة الإنجليزية الوطني بالبلاد.
وبحسب أحد الأطباء، بلغ عرض تلك السماعات 3 ملليمترات وسمكها 1 ملليمتراً فقط.، وفي إحدى الحالات، وجدت السماعات فقط من خلال مطالبة الطالب بأخذ صورة بالأشعة السينية وإزالتها بمساعدة المجهر.
ملاحظات خفية في القلم
وقال أحد سكان شيانغفان بمقاطعة هوبى إنه تمكن من شراء قلم غش من متجر محلي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004، وعلى الرغم من أن الجهاز يبدو وكأنه قلم عادي، ولكن كان له حافة معدنية يمكن سحبها وربطها بقطعة من الورق بعرض 6 سنتيمترات وطول 18 سنتيمتراً تحتوي على جميع المعلومات الرئيسية اللازمة في الاختبارات.