الصين تتخلص من "حبس الأمهات" بعد الولادة
جذور المعتقدات الصينية تكمن في حبس المرأة لمدة شهر بعد الولادة لضرورة اتباع مجموعة من المبادئ التوجيهية لها ولطفلها المولود حديثا.
تُمنع النساء الصينيات بشكل نهائي من الخروج من المنزل لمدة شهر بعد الولادة ويسمي هذا الشهر عند الصينيين "شهر الجلوس"، وهذا ليس شكلا غريبا من أشكال الإقامة الجبرية بل هو عرف صيني يعود إلى 200 عام قبل الميلاد.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، تكمن جذور المعتقدات الصينية في حبس المرأة لمدة شهر بعد الولادة، لضرورة اتباع مجموعة من المبادئ التوجيهية الخاصة بالغذاء ونمط الحياة لمساعدة الأم الجديدة على التعافي من ضغوط الولادة، إذا يعتقد الصينيون أن الأم التي أنجبت للتو أكثر عرضة للهواء البارد وللأمراض في الخارج.
مع تزايد الدراسات التي تشير إلى أن التقيد الصارم بمثل هذا العرف يمكن معه أن تشعر النساء بالعزلة، ويتعرضن للاكتئاب بعد الولادة، خاصة مع انتشار حالات الوفاة نتيجة لهذا التقليد الصيني، لجأت البلاد إلى فكرة فريدة من نوعها، إذا سمحت ببناء فنادق مخصصة فقط لاستقبال الأمهات الجدد وأطفالهن لتقدم لهن أفضل أنواع الرعاية خلال "شهر الجلوس" دون شعورهن بالحبس.
وتقدم هذه الفنادق التي هي أشبه بمراكز للرعاية الصحية، لكل أم وطفل جميع سبل الراحة والاستجمام، بداية من دروس اليوجا والموسيقى وجلسات التدليك، وحتى الفصول الدراسية للأمهات لتعليمهن كيفية رعاية أطفالهن وأنفسهن، كما تلغي فكرة الانغلاق على الأم لأنها تقابل في الفندق أمهات جددا مثلها وتشكل صداقات قد تدوم لبعد الخروج، كل ذلك مقابل مبلغ شهري يصل إلى 11 ألف دولار أمريكي.
ومثل هذه الفنادق ودور الرعاية كانت تنتشر على نطاق واسع في مناطق كثيرة من العالم، إلا أنها بالنسبة للصين، تلك الدولة التي بها أكثر من 82 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، كانت تعتبر فكرة غريبة. لكن مع ارتفاع الدخول في الصين وتحسن مستوى المواطنين، لم يعد "شهر الجلوس" يعني الحبس في المنزل دون خروج أو زوار.
وتقول يو شيه تينج، 34 سنة، وهي أم للمرة الأولى، ويبلغ طفلها من العمر أسابيع: "ليس لدي أي خبرة في رعاية الأطفال، لذا فضلت العثور على منشأة مهنية لرعاية طفلي ولإيجاد مزيد من المساحة لي لعودة الاهتمام بنفسي وبجسمي وصحتي خلال شهر الجلوس".
وأضافت يو: "منذ قدومي إلى الفندق ترافقني دائماً مربية تعتني بطفلي وبي أيضاً، وهناك العديد من الممرضين داخل الفندق، وهناك أيضاً طهاة متخصصون لإعداد الأكل الصحي والمناسب، كما يُسمح لزوجي أن يأتي لزيارتي أسبوعياً".
وبحسب الصحيفة، كان الطلب ازداد على "مراكز الجلوس" لرعاية الأمهات بعد الولادة بشكل كبير، خاصة منذ أن بدأت الصين بالتخلص التدريجي من سياسة الطفل الواحد في عام 2015، وأصبحت "مراكز الجلوس" منتشرة في أي مكان توجد به العرقية الصينية، بما في ذلك في أمريكا الشمالية.