الصين وماليزيا على خط أزمة غزة.. موقف حاسم لوحدة أرض فلسطين

في توقيت حساس تشهده القضية الفلسطينية، أكدت الصين وماليزيا بشكل حاسم على وحدة الأرض الفلسطينية، على وقع مساع إسرائيلة لتقسيم القطاع.
موقف سياسي يعكس تقاربًا متناميًا بين البلدين في دعم الحقوق الفلسطينية ورفض السياسات الإسرائيلية، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي تحويل نحو 30% من مساحة قطاع غزة إلى «طوق أمني»، أي منطقة عازلة لا يستطيع السكان الفلسطينيون العيش فيها.
وفي ختام زيارة رسمية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ماليزيا، أصدرت بكين وكوالالمبور بيانًا مشتركًا، الخميس، تضمّن موقفًا لافتًا بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث شدد الطرفان على أن «غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين».
ودعا الجانبان جميع الأطراف المعنية إلى التنفيذ المستمر والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وأكدا أن غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، وأن مبدأ «حكم الفلسطينيين لفلسطين» يجب الالتزام به في إدارة غزة بعد انتهاء الصراع.
كما عبرا عن رفضهما للتهجير القسري لسكان غزة، ودعوا إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين، وإلى عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
البيان يأتي في ظل تصاعد الغضب الدولي من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما دفع بكين وكوالالمبور إلى التأكيد على ضرورة تنفيذ كامل وفعّال لاتفاق لوقف إطلاق النار، في وقت تزداد فيه الدعوات الدولية لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات الإنسانية الواسعة التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويعدّ هذا الموقف من الصين وماليزيا الأوضح والأقوى منذ بداية العدوان الأخير، إذ يتجاوز التوصيفات العامة إلى تبنّي صريح للرواية الفلسطينية بشأن وحدة الأرض والشعب، مقابل التجاهل الإسرائيلي الكامل لأي حل سياسي عادل.
تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية
وإلى جانب الملف الفلسطيني، حمل البيان المشترك رسائل سياسية واقتصادية أوسع، حيث شدد الجانبان على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وهو ملف إقليمي شائك تحذر فيه الصين من التدخلات العسكرية الغربية، في إشارة غير مباشرة إلى السياسات الأمريكية.
كما أكدت الدولتان على تعميق التعاون ضمن أطر متعددة الأطراف، لا سيما الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، ومجموعة بريكس، بما يعكس توجّهًا واضحًا نحو بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يحدّ من الهيمنة الغربية.
اتفاقيات استراتيجية
زيارة شي جين بينغ إلى ماليزيا أسفرت عن توقيع 31 اتفاقية ثنائية تشمل مجالات حيوية من بينها التجارة، والسياحة، والزراعة، والنقل عبر السكك الحديدية، ما يعكس رغبة الطرفين في رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية إلى مرحلة جديدة، خصوصًا في ظل التنافس الصيني-الأمريكي المتصاعد في منطقة جنوب شرق آسيا.
وغادر الرئيس الصيني صباح اليوم متجهًا إلى كمبوديا، المحطة التالية في جولة آسيوية تشمل أيضًا فيتنام، وهي دول ترتبط جميعها بعلاقات متنامية مع بكين، وتلعب دورًا مهمًا في التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.
aXA6IDE4LjE5MS44Ni4yMTgg
جزيرة ام اند امز