الصين وأمريكا.. هل يهدّئ فندق «شانغريلا» الأعصاب المتوترة؟
اجتماعٌ نادرٌ في فندق فخم بسنغافورة، يجمع وزيري الدفاع الأمريكي والصيني، في لقاء يُؤمل أن يريح "شانغريلا" أعصابه المتوترة بشأن ملفات خلافية.
ففي فندق شانغريلا الفخم بالعاصمة السنغافورية، سيلتقي وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الصيني دونغ جون، وجها لوجه، في أولى مباحثات مباشرة بين وزيري دفاع القوتين العالميتين منذ أواخر 2022.
وينعقد الاجتماع على هامش منتدى شانغريلا الأمني الذي يجمع قادة الدفاع من حول العالم سنويا، وبات يُنظر إليه في السنوات الأخيرة بمثابة مقياس للعلاقات الأمريكية الصينية.
غير أن الأضواء ستسلط مساء اليوم الجمعة على الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، الذي من المتوقع أن يناقش الموقف القانوني والجيوسياسي لمانيلا بخصوص بحر الصين الجنوبي ويشير إلى أهميته للتجارة العالمية.
ملفات مشحونة
وينعقد اللقاء النادر على إيقاع ملفات مشحونة بين البلدين، في مقدمتها النزاع المرتبط بتايوان المدعومة من واشنطن، التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، إلى جانب عدد من الخلافات بين القوتين العالميتين.
وإلى جانب تايوان تشعر بكين -التي تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم- بالغضب حيال تعميق واشنطن علاقاتها الدفاعية مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصا مع الفلبين.
وفي السنوات الأخيرة صعّدت الصين لهجتها على صعيد مطالباتها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وشمل ذلك بناء جزر اصطناعية وعسكرتها.
كذلك تشعر الصين بالغضب جراء نشر الولايات المتحدة بشكل دوري سفنا حربية وطائرات مقاتلة في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
وعلّقت المحادثات العسكرية مع الولايات المتحدة أواخر 2022، ردّا على زيارة رئيسة مجلس النواب حينذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان.
لكن، بعد قمة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفق الجانبان على إعادة إطلاق محادثات عسكرية عالية المستوى.
منطاد وزيارة أخرى
وزادت حدة التوترات بين واشنطن وبكين خلال 2023 على خلفية قضايا عدة، منها المنطاد الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة في أجوائها وقالت إنه كان مخصصاً للتجسس، ولقاء عقدته رئيسة تايوان في حينه تساي إنغ-ون مع رئيس مجلس النواب الأمريكي في حينه أيضا كيفن مكارثي.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن"، قال مسؤولون أمريكيون قبل الاجتماع إنه من المتوقع أن يثير أوستن مخاوفه مع دونغ، الذي تم تعيينه في منصبه في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بشأن دعم الصين لروسيا.
وقالت واشنطن في الأسابيع الأخيرة إن الصادرات ذات الاستخدام المزدوج من الصين تعزز القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية في الوقت الذي تشن فيه حربا في أوكرانيا.
وفي قلب هذه الخلافات يكمن أن الصين لا تريد أن ترى أمريكا تمارس قوتها العسكرية في آسيا، وهي المنطقة التي تتمتع فيها الولايات المتحدة بعلاقات أمنية عميقة وتاريخية وتسعى إلى الحفاظ على الممرات المائية المفتوحة وردع العدوان الكوري الشمالي.
لكن المراقبين الدوليين ينظرون إلى اجتماع أوستن ودونغ على أنه خطوة إيجابية نحو تعزيز الحوار، الذي يمكن أن يساعد على تجنب سوء الفهم أو وقوع حادث عسكري قد يؤدي إلى الصراع.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز