أجور الجواسيس.. سخاء صيني وتقتير روسي والأيديولوجيا تخفض النفقات
كشف اعتقال الجاسوسة الصينية التي عملت مساعدة لحاكمة ولاية نيويورك مدى سهولة إخفاء هويات العملاء على مرأى من الجميع.
ويعتقد جيمس أولسون، رئيس مكافحة التجسس السابق في وكالة الاستخبارات المركزية ومؤلف كتاب "القبض على جاسوس: فن مكافحة التجسس"، أن مدينة نيويورك تعج بالجواسيس، حيث تضم العديد من الشركات ومقر الأمم المتحدة، فضلاً عن القنصليات المختلفة، التي توفر كلها وسائل جيدة لزرع الجواسيس".
يشير خبراء مكافحة التجسس إلى أن الصين تأتي على رأس قائمة الدول صاحبة عدد من الجواسيس في الولايات المتحدة، تليها روسيا في المرتبة الثانية، فيما تأتي إيران -التي اتُهمت باختراق الحملة الرئاسية لدونالد ترامب وكذلك حملة كامالا هاريس- وكوبا خلفها مباشرة.
ووفقا لنيويورك بوست، تلقت ليندا صن، الجاسوسة الصينية، ملايين الدولارات كمساعدات من الحكومة الصينية، مكنتها من امتلاك سيارة فيراري وقصرا في مانهاست بقيمة 4.1 مليون دولار وشقة فاخرة بقيمة 2 مليون دولار في هونولولو.
تواجه صن، 41 عاما، وزوجها كريستوفر هو، 40 عاما، الآن اتهامات بالتجسس والتآمر لانتهاك قانون تسجيل العملاء الأجانب، والاحتيال على التأشيرات، وتهريب الأجانب، والتآمر لغسل الأموال، وفقا للائحة الاتهام التي تم الكشف عنها في محكمة بروكلين الفيدرالية، وقد دفع كل منهما ببراءته.
ومن وجهة نظر أولسون، فإن الأجر الذي حصلت عليه صن كان مبرراً، وقال "ربما نظر إليها الصينيون باعتبارها من النجوم الذين يمكنهم تحقيق أهداف الصين وفرض ضغوط على تايوان"، مضيفا أن رحلاتها التي ترعاها الدولة إلى الصين تشكل دليلاً على قيمتها.
وقال أولسون إن كل الدول لا تدفع للجواسيس على قدم المساواة، فروسيا لا تدفع سوى أموال ضئيلة أينما استطاعت، ومعظم الجواسيس الروس يتقاضون أجوراً أقل مما يحصل عليه نظراؤهم في جميع أنحاء العالم".
الأجور الزهيدة ليست حكرا على روسيا، ففي يوليو/تموز وجهت اتهامات إلى المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية سو مي تيري بالتجسس لصالح كوريا الجنوبية مقابل حقائب يد ثمينة ووجبات من مطاعم فاخرة و37 ألف دولار دفعت إلى مؤسسة مملوكة لها.
ووفقا لأولسون، فحتى كوبا التي تعاني من ضائقة مالية، اضطرت إلى دفع مبالغ كبيرة لمانويل روشا، الخائن الذي كان سفيرا للولايات المتحدة.
وقال أولسن عن الرجل الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا في العام الماضي: "لقد عمل لمدة 40 عامًا لصالح المخابرات الكوبية من داخل وزارة الخارجية الأمريكية"، "لقد دفعوا له بسخاء".
لكن الأمر بالنسبة لأقلية صغيرة، يتجاوز المال "عندما يتجسس الناس بدافع من الأيديولوجية، تعتقد الدول أنها تستطيع أن تتدبر أمورها بتكلفة أقل".
في عملية التجنيد النموذجية، ستبدأ وكالة الاستخبارات الصينية، وزارة أمن الدولة، الاتصال بشخص له صلات بحياة الهدف السابقة في الوطن، حيث يوجهون الدعوة [للجاسوس المتوقع] لتناول العشاء، وربما يأخذونه إلى الأوبرا ويطلبون منه في النهاية القيام بأمر ما لصالح الصين. ولكن إذا لم تنجح الأموال في جذب المواطنين للتجسس لصالح وطنهم الأم، فقد يواجهون العواقب.