الصين وروسيا.. تقارب يؤرق واشنطن
تقارب بين روسيا والصين يثير قلق العواصم الغربية ممن تخشى تحالفا يقض مضجع البيت الأبيض بشكل خاص، وفق إعلام أمريكي.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ترى أنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات الغربية للتنبؤ بنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه أوكرانيا، تبدو الصين صاحبة رؤية واضحة في وقت من المقرر أن يزورها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بمناسبة افتتاح أولمبياد بكين الشتوية الجمعة المقبل.
وبحسب الصحيفة، تسلط رحلة بوتين الضوء على العلاقات الروسية الصينية التي اتسع نطاقها بشكل كبير بالسنوات الأخيرة، وتشير إلى علاقة البلدين الوثيقة منذ فجر الحرب الباردة.
وتنظر كل من بكين وموسكو إلى شراكتهما باعتبارها مفتاحا لمواجهة عالم تهمين عليه الولايات المتحدة في الوقت الذي يتشاركان فيه الموارد والتكنولوجيا، ويشتتان فيه انتباه الحكومات الغربية.
ويعتقد ألكسندر جابيوف، زميل مركز كارنيجي في موسكو، أن روسيا والصين "تشكلان معا تحديا أكبر بكثير من قدرة واشنطن على مواجهته مقارنة بمواجهتهما بشكل منفصل"، مشيرا إلى أن فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن بشر ولا يمتلكون سوى 24 ساعة باليوم فقط.
وسيجري بوتين في بكين أول اجتماع شخصي له مع الرئيس الصيني شي جين بينج خلال عامين، وهي فرصة طال انتظارها لمناقشة ملف أوكرانيا وقضايا أخرى، فيما قال وزير الخارجية الصيني وانج وي إن الاجتماع سيكون حدثا كبيرا في العلاقات الدولية.
سيناريو يتكرر؟
والأسبوع الماضي، دعت وزارة الخارجية الأمريكية بكين إلى استخدام تأثيرها على روسيا للضغط من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي للحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن المرة الأخيرة التي استضافت فيها الصين الألعاب الأولمبية عام 2008، غزت روسيا جورجيا، حيث توجه بوتين إلى بكين لمشاهدة مراسم الافتتاح.
ويعتقد محللون أنه لا يمكن استبعاد خطوة مماثلة، لكن عمق العلاقات الصينية الروسية سيجعل بوتين أكثر حذرًا بشأن إفساد فرحة مضيفيه الصينيين بالأولمبياد.
وفي تقريره السنوي لتقييم التهديدات العام الماضي، قال مكتب مدير المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة إنه رصد زيادة كبيرة في التعاون العسكري بين الصين وروسيا.
وكان لهذا التقارب المتنامي أصداء في خمسينيات القرن الماضي، عندما تحالف الاتحاد السوفيتي والصين ضد الغرب في الحرب الباردة.
وقال جوزيف توريجيان، المؤرخ في الجامعة الأمريكية بواشنطن، إنه في برنامج ضخم لنقل التكنولوجيا، ساعد السوفييت الصين في إنشاء 156 مؤسسة صناعية كبرى، مع إرسال 11 ألف متخصص في الفترة من 1954 إلى 1958.
وانتهت تلك الفترة من الصداقة الصينية الروسية في أوائل الستينيات، وسط خلافات حول كيفية مواجهة الولايات المتحدة، ولكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991، تحسنت العلاقات الصينية الروسية مرة أخرى، حيث تعهد البلدان في عام 1996 ببناء "شراكة متساوية وموثوقة".