صدفة تحفز ترامب.. فائض الصين التجاري مع أمريكا يتسع مع قفزة الصادرات
أظهرت بيانات الجمارك أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة بلغ 33.5 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يزيد قليلا على 33.3 مليار دولار في سبتمبر/أيلول.
وخلال الأشهر العشرة الأولى بلغ الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة 291.38 مليار دولار.
من الممكن أن تؤدّي عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى تعديل العلاقات الصينية-الأمريكية التي توترت في السنوات الأخيرة بسبب ملفات خلافية عديدة، من بينها التجارة والتنافس بين البلدين في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وكان ترامب وعد خلال الحملة الانتخابية، على غرار ما فعلت منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بممارسة ضغوط على الصين في مجالات عدة.
وفي المجال التجاري، وعد الملياردير بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على كل واردات الولايات المتحدة من المنتجات الصينية.
وحذّرت الصين، الخميس، من أنه "لن يكون هناك فائز في حرب تجارية" بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الذي تعهد بفرض رسوم جمركية ضخمة جديدة على الواردات الصينية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ "من حيث المبدأ، أود أن أؤكد أنه لن يكون هناك فائز في حرب تجارية، وهو ما لا يخدم العالم أيضا".
كما أظهرت بيانات الجمارك اليوم أن الصادرات الصينية قفزت 12.7% في أكتوبر/تشرين الأول، على أساس سنوي من حيث القيمة، بينما تراجعت الواردات 2.3%.
وتوقع خبراء اقتصاد في استطلاع أجرته رويترز أن تنمو الصادرات 5.2%، ارتفاعا من 2.4% في سبتمبر/أيلول. كما توقعوا أن تنكمش الواردات 1.5%، مقابل نمو 0.3% في السابق
والتصدير هو نقطة مضيئة للاقتصاد المتعثر الذي تضرر بسبب ضعف الطلب المحلي وأزمة ديون سوق العقارات.
لكن المحللين متفائلون بأن الحزمة المالية البالغة 1.4 تريليون دولار والتي من المتوقع أن يقرها المسؤولون هذا الأسبوع سوف تعمل على استقرار الميزانيات العمومية للحكومات المحلية ومطوري العقارات وتخفيف الضغوط التي أثرت على الاستهلاك.
- خطة إنعاش
في كل الأحوال، يطلق فوز ترامب فترة من عدم اليقين في العلاقات الاقتصادية الصينية-الأمريكية التي اهتزت بشدة خلال الولاية الأولى (2017-2021) للرئيس المنتخب عندما شن حربا تجارية ضد بكين.
فهل يستطيع الاقتصاد الصيني تحمل سيناريو جديدا مماثلا؟
فالصين تعاني، إذ إنها مثقلة بتباطؤ الاستهلاك فيما تشهد أزمة حادة في العقارات، مع مديونية عدد من المطورين والأسعار التي انخفضت في السنوات الأخيرة.
في هذا السياق، يجتمع المسؤولون في البرلمان الصيني هذا الأسبوع في بكين، خصوصا لوضع خطة إنعاش اقتصادي.
ويقدّر محلّلون أن فوز دونالد ترامب قد يدفع القادة الصينيين إلى تعزيز تلك الخطة، خصوصا من أجل مواجهة الرسوم الجمركية الإضافية المستقبلية التي توعد دونالد ترامب بفرضها.
وإذا نفّذ ترامب وعيده هذا فإنّ هذه الرسوم الجمركية الضخمة قد تطول ما قيمته 500 مليار دولار من البضائع الصينية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، بحسب شركة "باين بريدج إنفستمنتس".
وقالت تاو وانغ، كبيرة الاقتصاديين الصينيين في "يو بي إس إنفستمنت ريسيرتش" لوكالة فرانس برس "نتوقع أن ترد الحكومة الصينية بشكل محدود وبالمزيد من الدعم للسياسات المحلية للاقتصاد لتعويض التأثير السلبي جزئيا".