5 دروس من رحلة الرئيس شي إلى السعودية.. توافق وإرساء مبدأ عمره 68 عاما
حقبة جديدة من الشراكة الصينية العربية، سطرت فصولها زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض والقمم الأربع التي حضرها على هامش زيارته.
تلك الزيارة والتي توجت باتفاقيات سعودية وعربية صينية، حاول من خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إظهار قيمة بكين لنظرائه العرب كأكبر مستهلك للنفط في العالم، وكيف يمكن أن تسهم في نمو المنطقة، بما في ذلك في مجالات الطاقة والأمن والدفاع.
وتقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنه بينما كانت السعودية حريصة على رفض مفاهيم الاستقطاب أو "الانحياز إلى جانب"، فقد أظهرت أيضًا أنه مع الصين يمكنها تطوير شراكات عميقة، مشيرة إلى أن هناك خمسة دروس رئيسية من زيارة شي إلى الرياض.
توافق صيني سعودي
تقول "سي إن إن"، إن الدولتين اتفقتا خلال زيارة الرئيس الصيني، على التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، للعمل معًا على تطوير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وابتكار قطاع الطاقة.
وخلال زيارة شي، أصدرت المملكة العربية السعودية والصين بيانًا مشتركًا من 4000 كلمة تقريبًا يحدد موقفهما في مجموعة كبيرة من القضايا السياسية، ويعد بتعاون أعمق في عشرات القضايا الأخرى، من أبحاث الفضاء والاقتصاد الرقمي والبنية التحتية إلى البرنامج النووي الإيراني، والأزمة اليمنية والأوكرانية، بحسب الشبكة الأمريكية التي قالت إن الرياض وبكين كانتا حريصتين على إظهار اتفاقهما على معظم السياسات الرئيسية.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن الكاتب والمحلل السعودي علي الشهابي قوله، إن هناك توافقًا كبيرًا للغاية بشأن القضايا الرئيسية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين كانت تتطور بشكل كبير خلال السنوات الست الماضية، لذا كانت هذه الزيارة تتويجًا لتلك الرحلة.
خطط كبيرة للأمن والنفط
وتقول "سي إن إن"، إن السعودية كانت حريصة على تنويع رؤيتها وعلاقاتها، مشيرة إلى أنه خلال القمة الصينية الخليجية، أكد الرئيس شي أن بكين تريد البناء على التعاون الحالي في مجال الطاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين.
وقال الزعيم الصيني إن بلاده ستواصل "استيراد النفط الخام بطريقة متسقة وبكميات كبيرة من دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي من المنطقة".
ويوم الجمعة، قالت شركة النفط الوطنية السعودية العملاقة أرامكو ومجموعة شاندونغ للطاقة إنهما تستكشفان التعاون في مجال التكرير المتكامل وفرص البتروكيماويات في الصين.
عدم التدخل في الشؤون الداخلية
أحد أكثر المفاهيم قداسة التي تعتز بها الصين هو مبدأ "عدم التدخل في الشؤون المشتركة"، والذي كان منذ الخمسينيات من القرن الماضي أحد المثل العليا لها.
وتقول "سي إن إن"، إنه ما بدأ باعتباره المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بين الصين والهند وميانمار في عام 1954، تم تبنيه لاحقًا من قبل عدد من الدول التي لم ترغب في الاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وأشارت إلى أن السعودية تحرص اليوم على تبني هذا المفهوم في خطابها السياسي؛ فهي تسير على خط متوازن بين حلفائها الغربيين التقليديين والكتلة الشرقية وروسيا.
ويقول الشهابي، إن مبدأ عدم التدخل المتفق عليه، يعني أيضًا أنه عند الحاجة، "يمكن مناقشة الشؤون الداخلية على انفراد، لكن لا يمكن طرحها علنًا مثل السياسيين الغربيين الذين عادة ما يفعلون ذلك لأغراض سياسية محلية".
البترودولار
وخلال زيارته، حث شي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي على "الاستفادة الكاملة من بورصة شنغهاي للبترول والغاز كمنصة لإجراء مبيعات النفط والغاز باستخدام العملة الصينية".
وتقول "سي إن إن"، إن تنفيذ مثل هذه الخطوة سيجعل الصين أقرب إلى هدفها المتمثل في تعزيز عملتها دوليًا ، وستضعف الدولار الأمريكي بشكل كبير وربما تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
وفي حين أن الكثيرين ينتظرون قرارات بشأن التحول من الدولار الأمريكي إلى اليوان الصيني فيما يتعلق بتداول النفط، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي إعلانات على هذا الصعيد، فيما لم تؤكد بكين والرياض المزاعم التي تفيد بأن الجانبين يناقشان التخلي عن البترودولار.
ويرى المحللون أن القرار تطور منطقي في العلاقة بين الصين والسعودية، لكنهم يقولون إنه ربما يستغرق المزيد من الوقت، فيما يقول الشهابي: "إن التخلي عن البترودولار، أمر حتمي في نهاية المطاف لأن الصين أكبر عميل للمملكة، لكن لا أتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل القريب".
واشنطن ليست سعيدة
كانت الولايات المتحدة هادئة إلى حد ما في ردها على زيارة شي، ففيما كانت التعليقات قليلة، توقع البعض أن هناك قلقًا متزايدًا خلف الأبواب المغلقة.
هذا القلق عبر عنه منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بقوله إن الولايات المتحدة "تدرك التأثير الذي تحاول الصين تنميته حول العالم".
وأضاف جون كيربي، أنه "لم يكن مفاجئًا" أن يسافر شي حول العالم وإلى الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة "تدرك التأثير الذي تحاول الصين تنميته حول العالم".
من جانبه، قال الأستاذ المساعد في جامعة الشارقة بدولة الإمارات شاوجين تشاي، لشبكة "سي إن إن"، إن "هذه الزيارة قد لا توسع نفوذ الصين بشكل جوهري، لكنها تشير إلى استمرار تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة".
فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إن المملكة "تركز على التعاون مع جميع الأطراف"، مضيفًا: "المنافسة شيء جيد، وأعتقد أننا في سوق تنافسية.. إن جزءًا من هذا الدافع للتنافسية يأتي مع التعاون مع أكبر عدد ممكن من الأطراف".
وأضاف وزير الخارجية أن المملكة تشعر أنه من المهم أن تشارك بشكل كامل مع شريكتها التقليدية، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاقتصادات الصاعدة الأخرى مثل الصين.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز