الصين تقطع "جسر شيان" لتعزيز حضورها في آسيا الوسطى
تعول الصين على قمة مقررة غدا الأربعاء في مدينة شيان بمقاطعة شنشي لتعزيز حضورها في آسيا الوسطى.
والقمة التي يترأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ تهدف إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين بكين ودول وسط آسيا الخمس.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، يوم الإثنين، أن شي سيرأس القمة يومي 18 و19 مايو/أيار في مدينة شيان بمقاطعة شنشي، بحضور رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس قرغيزستان صدير جاباروف ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، ورئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، بحسب صحيفة "تشاينا ديلي".
من جانبه أوضح، وانغ وين بين المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحفية الإثنين، أن القمة هي أحد الأحداث الدبلوماسية الرئيسية التي ستستضيفها الصين هذا العام، ستكون علامة بارزة في تاريخ العلاقات بين الجانبين.
وأضاف أن الرئيس الصيني سيلقي خطابا هاما في القمة، وسيتبادل الرؤساء الستة وجهات النظر حول تطوير آلية تعاون الصين ودول آسيا الوسطى، في مختلف القطاعات والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
وقال إنه سيتم (خلال القمة) التوقيع على الوثائق السياسية الرئيسية خلال القمة، لافتا إلى أنه "في ظل الجهود المشتركة من مختلف الأطراف ، ستضع القمة مخططًا جديدًا للعلاقات بين الصين وآسيا الوسطى، وتفتح الباب أمام حقبة جديدة من التعاون".
وقالت"تشاينا ديلي" إن إجمالي حجم التجارة بين الصين ودول وسط آسيا الخمس بلغ رقما قياسيا قدره 70 مليار دولار العام الماضي، وفقا للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.
بدوره، قال لي يونغ تشيوان، رئيس الجمعية الصينية للدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ، إن الصين تحترم دائما سيادة دول آسيا الوسطى الخمس واستقلالها وحقها في اختيار مسارات التنمية المناسبة لظروفها الوطنية.
وأضاف أنه "لطالما نظرت الصين إلى آسيا الوسطى كأولوية في دبلوماسية الجوار، بينما يرتبط استقرار المنطقة وتنميتها ارتباطًا مباشرًا بتنمية الصين".
في العام الماضي، ترأس شي قمة افتراضية في بكين للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ودول آسيا الوسطى، والتي شهدت الإعلان عن خطة لتقديم منحة مساعدة بقيمة 500 مليون دولار لدعم برامج كسب العيش.
كما جعل الرئيس الصيني من كازاخستان وجهة أولى لرحلاته الخارجية منذ جائحة كوفيد 19، حيث قام بزيارة دولة في سبتمبر/أيلول.
ورأت تشاو هويرونج، الزميل الباحث في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن رفع الآلية المتعددة الأطراف بين الصين والدول الخمس يشير إلى مستوى جديد من التركيز على العلاقة.
وقالت إن "القمة بين رؤساء الدول ستساعد في بناء ركيزة قوية لبناء مجتمع مصير مشترك بين الجانبين وتمهيد الطريق للنمو المستقبلي للعلاقات".
وكانت دول آسيا الوسطى هي المكان الذي طرح فيه شي مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير. وأضافت تشاو أن المنطقة لعبت أيضًا أدوارًا محورية في انتقال مبادرة الحزام والطريق إلى العالمية.
وقالت إن "الدول الخمس من المشاركين النشطين والمستفيدين من مبادرة الحزام والطريق، ولدينا أسباب للاعتقاد بأن القمة ستساعد في توسيع نطاق التعاون العملي وتمكين المنطقة من مواصلة قيادة الطريق لتعاون الحزام والطريق".
واتفقت الصين والدول الخمس خلال اجتماع لوزراء الخارجية العام الماضي على إنشاء آلية قمة بين الصين وآسيا الوسطى، حيث تعقد الدول الست اجتماعات قمة كل سنتين تبدأ هذا العام.