الصين.. كاميرات الذكاء الصناعي تطاردك في كل مكان
في الصين، أينما ذهبت فأنت مراقب بكاميرات الرصد المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها الكشف عن هويتك، حتى وإن كنت متخفيا.
أصبحت أنظمة التعرف علي الوجه الأداة المفضلة بشكل متزايد من قبل رجال الشرطة الصينيين في تحديد مرتكبي الجرائم في البلاد، بينما يرفعون شعار "يمكنك الهرب، لكن لا يمكن التخفي من الذكاء الاصطناعي".
- الشرطة الصينية تعرض صور مخالفي إشارات المرور على شاشات الطرق
- بالصور.. كاميرات ذكية ترصد سلوكيات الطلاب في مدرسة صينية
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، في الصين، فأينما ذهبت فأنت مراقب بكاميرات الرصد الحكومية المجهزة بتقنية التعرف على الوجه المثبتة في جميع شوارع البلاد، والتي من شأنها الكشف عن هويتك، حتى وإن كنت متخفياً.
كما أشارت شبكة الأخبار أيضاً أن الصين لديها الآن أقوى نظام مراقبة في العالم والذي يهدف إلى تحديد أي من مواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة في غضون ثلاث ثوان فقط.
وعلى سبيل المثال، كانت قد ساعدت كاميرات الرصد المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، السلطات الصينية في ثلاث مدن مختلفة على القبض على ثلاثة مجرمين هاربين في حفلات مختلفة أقيمت في أنحاء البلاد في أقل من شهرين، على الرغم الازدحام الشديد.
وفي مدينة شنتشن، بجنوب شرقي البلاد، كانت قد ثبتت شرطة المرور أيضاً في أواخر نيسان/أبريل، العشرات من كاميرات المراقبة، والتي استهدفت بشكل أساسي المشاة الذين يعبرون الطريق أمام إشارات المرور، وسائقي الدراجات البخارية المعروفين بأنهم يخالفون قواعد المرور.
وبعد أسبوع واحد من إطلاق النظام، قالت شرطة المرور في شنتشن إنهم ضبطوا ما يقرب من 1100 حالة مخالفة مرورية، وخططوا لتوسيع نطاق استخدامه.
كما ألصقت الشرطة في عدد من شوارع المدن الصينية المختلفة لافتات تحمل عبارات "ترتدي خوذة على رأسك أو قبعة؟، لا يهم.. سوف يتم التعرف عليك بالتأكيد".
وأكد رجال الشرطة أن أجهزة التعرف على الوجه الخاصة بهم لا تتأثر بالطقس أو لون البشرة، ويمكنها الكشف عن هوية الأفراد حتى من خلال رصد جانب واحد من الوجه، أو عند خفضهم لرؤوسهم في محاولة للتخفي عن أعين الكاميرات، أو حتى في الأماكن المتكدسة بالناس.
لا تقتصر المراقبة عالية التقنية في الصين على تطبيق القانون فقط، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة المراحيض العامة التي تعمل من خلال تقنية التعرف على الوجه لمنع الناس من سرقة ورق التواليت.
كما كشفت أيضاً إحدى المدارس الثانوية في مدينة هانغتشو شرقي الصين النقاب عن نظام يسمح بالتسجيل والتحليل الحقيقي لتعابير الوجه لدى الطلاب في الفصول الدراسية، وإذا صنف النظام الطالب على أنه "غير منتبه"، فيتم إرسال تنبيه إلى المعلم.
وبحسب شبكة الأخبار، فإن انتشار المراقبة التي تقوم بها المخابرات الاصطناعية يثير قلقا عارما لدي المواطنين في البلاد.
وكانت قد قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية في بيان صدر في وقت سابق من هذا العام: إن الصين تسعي من خلال تلك الأنظمة إلى إنشاء قواعد بيانات وطنية وإقليمية هائلة تحتوي على معلومات حساسة عن قطاعات عريضة من السكان، والتي يمكن الاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى واستخدامها لأغراض مستقبلية غير متوقعة.
وحتى صحيفة الشعب اليومية -الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم- أقرت بقلق المواطنين المتزايد في مقال نشرته الأسبوع الماضي، في حين أنها قد أكدت على مراعاة السلطات للخصوصية المواطنين في البلاد، موضحة أن استخدام أنظمة التعرف على الوجه ما هي إلا لإنفاذ القانون ولا تعد انتهاكاً للخصوصيات.
وتمتلك الصين الآن نحو 170 مليون كاميرا مراقبة مثبتة في جميع أنحاء البلاد، والتي من المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم لتصل إلى 400 مليون كاميرا رصد بحلول عام 2020.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز