جيش من روبوتات المصانع.. سلاح الصين السري لمواجهة رسوم ترامب

تمتلك الصين ما يمكن اعتباره "سلاحا سريا" في مواجهة الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتمثل في الحجم الضخم لروباتات المصانع المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد أحدثت تلك الروبوتات ثورة في قطاع التصنيع،
وتشهد المصانع في جميع أنحاء الصين أتمتةً بوتيرة سريعة، ومع إشراف المهندسين والكهربائيين على أساطيل الروبوتات، تُخفّض هذه العمليات تكلفة التصنيع مع تحسين الجودة.
ونتيجة لذلك، ستتمكن مصانع الصين من الحفاظ على انخفاض أسعار العديد من صادراتها، مما يمنحها ميزة في مواجهة الحرب التجارية والتعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس ترامب، مع مواجهة الصين حواجز تجارية جديدة فرضها الاتحاد الأوروبي ودول نامية، من البرازيل والهند إلى تركيا وتايلاند.
وحسب التقرير فقد أصبحت المصانع أكثر أتمتةً في الصين منها في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.
ووفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات، تمتلك الصين عددًا أكبر من روبوتات المصانع، لكل 10,000 عامل تصنيع، مقارنةً بأي دولة أخرى باستثناء كوريا الجنوبية أو سنغافورة.
بمعنى أنه وفق الإحصائية، هناك عدد من الروبوتات لكل عامل بشري داخل مصانع الصين، حيث يشرف هذا العامل على هذه الروبوتات كمراقب، أكثر من أي دولة أخرى، وفقط كوريا الجنوبية وسنغافورة تجاوزتا الصين في هذه الإحصائية.
وقد استرشدت حملة الأتمتة في الصين بتوجيهات حكومية، ودُعمت باستثماراتٍ ضخمة.
ومع استبدال الروبوتات للعمال، فإن الأتمتة تمكن الصين من مواصلة الهيمنة على الإنتاج الضخم حتى مع تقدم القوى العاملة في السن وانخفاض رغبتها في تولي الوظائف الصناعية.
السعي لتأسيس قطاع أعمال جديد كليا
وقال هي ليانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة يونمو للتصنيع الذكي، إحدى أكبر شركات تصنيع الروبوتات الشبيهة بالبشر في الصين، إن الصين تسعى جاهدة لتحويل الروبوتات إلى قطاع أعمال جديد كليًا.
وقال، "إن التطلعات من الروبوتات الشبيهة بالبشر هي إنشاء صناعة جديدة للسيارات الكهربائية، لذا، من هذا المنظور، فهي استراتيجية وطنية".
وتحل الروبوتات محل العمال ليس فقط في مصانع السيارات، بل حتى في آلاف ورش العمل الصغيرة في الأزقة الخلفية بالصين.
من الأمثلة، يعمل في ورشة "إيلون لي" على جانب الطريق في قوانغتشو، المركز التجاري لجنوب شرق الصين، 11 عاملًا يقومون بقطع ولحام المعادن لصنع أفران ومعدات شواء رخيصة الثمن.
ويستعد الآن إيلون لي لدفع 40 ألف دولار لشركة صينية مقابل ذراع روبوتية مزودة بكاميرا، ستكون مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة كيفية لحام العامل لجوانب الفرن، ثم يُكرر العملية بأقل تدخل بشري.
وقبل أربع سنوات فقط، كان النظام نفسه متاحًا فقط لدى شركات الروبوتات الأجنبية، وكان سعره يقارب 140 ألف دولار.
وقال لي، "قبل ذلك، لم أكن لأتخيل أبدًا الاستثمار في الأتمتة"، مضيفًا أن الموظف البشري "لا يمكنه العمل إلا لمدة ثماني ساعات في اليوم، لكن الآلة يمكنها العمل لمدة 24 ساعة".
رهان الشركات الكبرى
وتُراهن الشركات الكبرى بشكل أكبر على الأتمتة.
وفي نينغبو، كان لدى مصنع ضخم لشركة زيكر، وهي شركة صينية لتصنيع السيارات الكهربائية، 500 روبوت عند افتتاحه قبل أربع سنوات، أما الآن، فيبلغ عددها 820، ومن المخطط إضافة المزيد.
وعلى أنغام موسيقى كيني جي المرحة، تُحذر هذه الروبوتات أي شخص من اقترابه من محيط عملها، وتنقل عربات الروبوت سبائك الألومنيوم إلى مصعد آلي، يرفع بدوره كتل المعدن إلى فرن في أعلى آلة صينية الصنع يبلغ ارتفاعها 40 قدمًا.
وبمجرد ذوبانه، يُصب الألومنيوم في أشكال ألواح هياكل السيارات المختلفة ومكونات أخرى، ثم تنقل عربات الروبوت، التي أحيانًا يقودها إنسان، المكونات إلى مستودع.
وثم ينقل المزيد من الروبوتات الألواح إلى خط التجميع، حيث تعمل مئات الأذرع الروبوتية، في فرق يصل عددها إلى 16، في عملية معقدة للحامها معًا في هياكل السيارات.
وتُسمى منطقة اللحام بالمنطقة المظلمة، في إشارة إلى أن الروبوتات يمكنها العمل بدون عمال ومع إطفاء الأنوار.
ولا تزال مصانع الصين توظف أعدادًا كبيرة من العمال، وحتى مع الأتمتة، لا يزالون بحاجة إلى فحص الجودة وتركيب بعض القطع التي تتطلب براعة يدوية، مثل حزم الأسلاك.
وهناك أمور لا تستطيع الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر القيام بها بمفردها، قبل طلاء السيارات، ولا يزال العمال يمررون أيديهم، وهم يرتدون القفازات، عليها ويعالجون أي عيوب صغيرة.
ومع ذلك، يتم أتمتة بعض الخطوات اللاحقة لمراقبة الجودة بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
aXA6IDE4LjIxOC4yMDkuMTA5IA== جزيرة ام اند امز