الصين تملك «السلاح المنقذ» في حال الانهيار الكامل للتجارة مع أمريكا

بينما اندفعت الولايات المتحدة والصين نحو حرب تجارية شاملة هذا الأسبوع، لاتزال أحياء التسوق الراقية في بكين تعج بالحركة.
هذا المشهد ترغب الحكومة الصينية في رؤيته في جميع شوارعها التجارية بأنحاء البلاد وليس الراقية فقط، في الوقت الذي تستعد فيه لما قد يكون انهيارًا كاملاً في تجارتها مع الولايات المتحدة.
بينما يُبقي الرئيس ترامب على رسوم جمركية لا تقل عن 145% على سلعها، تعهدت الصين بعدم التراجع.
وإلى جانب ردها برسوم جمركية 125% على جميع الواردات من الولايات المتحدة، وعدت الحكومة بتعويض الضرر الذي لحق بالصادرات، التي يعتمد عليها الاقتصاد الصيني حاليًا، من خلال حثّ شعبها على زيادة إنفاقه.
وفي ظل استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة في تقليص مساحة التجارة مع الولايات المتحدة، جاء في تعليق نُشر يوم الأحد في صحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، أن الصين "ستجعل الاستهلاك المحرك الرئيسي وحجر الزاوية للنمو الاقتصادي، وستُحقق مزايا سوق ضخمة"، لكن القول أسهل من الفعل بحسب نيويورك تايمز.
وكان الاستهلاك المحلي في الصين ضعيفًا حتى قبل الرسوم الجمركية، وكان الانتعاش الاقتصادي بعد الجائحة باهتًا، وأغلقت المصانع أبوابها، وارتفعت معدلات البطالة بين الشباب.
كما انخفضت أسعار المنازل، التي تُعدّ أساس ثروة العديد من عائلات الطبقة المتوسطة الصينية، انخفاضًا حادًا.
حتى المشهد المزدحم في منطقة التسوق "تاي كو لي" في بكين كان مُضلّلًا، فعندما يخرج الصينيون، يميلون بشكل متزايد إلى البحث عن صفقات أو مجرد التجول.
ومن الأمثلة، تشو نان، مواطن صيني ومؤسس شركة إنشاءات يبلغ من العمر 38 عامًا، الذي قال أنه يزور مقهى "ستاربكس" في "تاي كو لي"، عادة للجلوس أو لقاء صديقة لكنه لا يطلب شيء ليشربه.
مثال آخر، قبل الجائحة، مواطن صيني يدعى "كو"، قال إنه كان ينفق ما بين 25 و40 دولارًا على الوجبة عند تناول الطعام خارج المنزل، لكن أعماله تراجعت بنسبة 20% منذ ذلك الحين، وهو الآن على استعداد لإنفاق هذا المبلغ فقط على طعام عالي الجودة.
وقال، "بهذا السعر، قد أطهو طعامي بنفسي". "لقد تغيرت عادات الإنفاق لدى الناس، الجميع يتخذ خيارات مدروسة وفعالة من حيث التكلفة".
وقد تزيد الحرب التجارية من حذر الناس من الإنفاق، تمامًا كما أصبحت أولوية قصوى للحكومة، إذا تباطأت الصادرات بشكل كبير، فقد يضر ذلك بالجميع، من صانعي الملابس في جنوب الصين إلى صانعي أدوات المطبخ على الساحل الشرقي.
وهذا بدوره قد يؤدي إلى انخفاض الأجور أو ارتفاع معدلات البطالة.
وقبل أن تبدأ التوترات التجارية في التصاعد، كانت هناك مؤشرات على أن الصينيين بدأوا في إنفاق المزيد.
وأدت الحوافز الحكومية لاستبدال السيارات أو الأجهزة الإلكترونية القديمة بأخرى جديدة إلى زيادة المبيعات.
وقد أظهر استطلاع ربع سنوي للمستهلكين الصينيين، أصدره دويتشه بنك في مارس/آذار، أن 54% من المشاركين شعروا بتحسن في وضعهم المالي مقارنةً بالعام السابق، وأن 52% - وهي النسبة الأعلى خلال عام - كانوا على استعداد لزيادة إنفاقهم.
وخلال عطلة نهاية أسبوع طويلة بمناسبة مهرجان كنس المقابر الصيني هذا الشهر، توافد المسافرون على المواقع السياحية والمطاعم.
وقاموا بنحو 126 مليون رحلة داخلية وأنفقوا حوالي 8 مليارات دولار، وفقًا للبيانات الرسمية، ويمثل كلا الرقمين زيادات تجاوزت 6% عن العام السابق، وتجاوزت مستويات ما قبل الجائحة في الإنفاق.