ضربات موجعة للنفط الإيراني في شرق آسيا
الصين قد تستجيب جزئيا لتوجيه الرئيس ترامب بالتوقف عن شراء النفط من إيران، بينما تلتزم الهند وتركيا بالتوقف عن شراء نفط طهران.
بات النفط الإيراني على أعتاب أكبر خسارة له، عقب إعلان مستوردين كبار من شمال آسيا – على رأسهم الصين – وقف شحنات النفط الإيراني استجابة للعقوبات المفروضة على طهران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وكالة بلومبرج الأمريكية قالت إن الصين قد تستجيب جزئيا لمطالب الرئيس ترامب بالتوقف عن شراء النفط من إيران، ووفقا لخبراء فإن العقوبات الأمريكية المزمعة ستثبت نجاحها في خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما سيعرض ما يصل إلى 2.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام للخطر.
ولم يحصل البيت الأبيض بعد على ردود من الصين أو الهند أو تركيا، التي تشكل مجتمعة نحو 60% من صادرات الدولة الراعية للإرهاب، وفقاً لـ FGE. وبينما قد تلتزم تركيا والهند بمطالب أمريكا، فإن الصين قد تحتفظ ببعض مشترياتها على الأقل في إطار الضغط على أمريكا مع تصاعد نذر الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، على حد قولها.
وتعد الصين أكبر مشترٍ للنفط الخام الإيراني بأكثر من 650 ألف برميل في اليوم.
وفي وقت سابق، أعلنت شركة التكرير الهندية نايارا إنرجي، أحد أكبر مشتري النفط الإيراني في الهند، خفض وارداتها من نفط إيران.
وتخفيضات نايارا أحدث مؤشر على أن المشترين الآسيويين سيقلصون طلبياتهم من إيران بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار الماضي من الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي أسفر عن رفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.
وقالت مصادر: "ستستورد نايارا كميات تقل نحو 40 إلى 50% عن المتوسط، لتنخفض وارداتها من النفط الإيراني لنحو 3 ملايين إلى 4 ملايين برميل شهريا".
وكان الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت، قد قال، في وقت سابق هذا الشهر، إن صادرات النفط الإيرانية بلغت 2.7 مليون برميل يوميا في مايو/أيار الماضي.
وتشير بيانات مصادر ملاحية وأخرى بالقطاع النفطي إلى أن الهند، ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم، تستورد نحو 4.5 مليون برميل يوميا.
وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، قبل أسبوع، أن طهران تتلقى ضربات من جميع الجوانب، فواشنطن تطالب مشتري النفط بوقف مشترياتهم من الخام الإيراني، في حين تدرس أوبك وحلفاؤها تعويض النقص في سوق النفط؛ استجابة لدعوات الرئيس الأمريكي لتعويض أي نقص في الإمدادات بالأسواق العالمية.
وستحاول إيران أن تحوّل تعاملاتها النفطية إلى الصين، التي ستكون بمثابة الملاذ الأخير بالنسبة لها، وفقا لما ذكره المحلل المختص بشؤون النفط سري بارافيكاراسو، لوكالة بلومبرج.
وكان من الممكن أن يساعد الاعتماد بصورة كبيرة على الصين في توليد الحد الأدنى للعائدات التي تحتاج إليها إيران لشراء السلع الأساسية والطعام والدواء، لكن أحلام إيران تبخرت بعد خسارة السوق الصينية أيضا، والتي باتت مرشحة للزيادة في إطار الحرب التجارية التي بدأت مع واشنطن اليوم الجمعة.
وتشير التقديرات الصادرة عن شركة بترو-لوجيستيكس الرائدة في رصد الناقلات التي مقرها جنيف، إلى أن مشتري النفط الإيراني لا يتعجلون خفض الكميات المشتراة من ثالث أكبر منتج في أوبك.
وللعقوبات الأمريكية مهلة مدتها 180 يوما يتعين على المشترين خفض مشترياتهم خلالها بشكل تدريجي.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في 8 مايو/أيار الجاري إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي العالمي المبرم في 2015 مع إيران، وإنها ستفرض عقوبات جديدة تهدف إلى تقليص شحنات طهران من النفط.