"النفط مقابل الغذاء".. شبح العقوبات يخيم على إيران
إيران على أعتاب سيناريو النفط مقابل الغذاء بعد ضغط واشنطن على مشتريات النفط الخام.
يبدو أن إيران باتت تتجه اقتصاديا لسيناريو "النفط مقابل الغذاء"، بالتزامن مع ضغط الولايات المتحدة على صادراتها من النفط الخام، في محاولة لتغيير نهج سياستها العدائية بالمنطقة، خاصة مع إعلان مشترين رئيسيين لنفط طهران الاتجاه لتصفير وارداتهم من النفط الإيراني خشية عقوبات واشنطن.
وكشف أسد الله قرة خاني، المتحدث باسم لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، عن اتجاه بلاده إلى مقايضة مبيعات النفط الخام لعملاءها بسلع وبضائع أساسية، معتبرا أن هذا الأمر لن يكون من طرف واحد، قبل أن يشير إلى وجود مجموعة عمل حكومية تقتصر مهامها على بحث سبل انجاز تلك المهام.
وأشار خاني، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، إلى أن تلك المجموعة الحكومية ستنظم عمليات مقايضة النفط بالبضائع والسلع اللازمة لاحتياجات المواطنين، مؤكدا في الوقت نفسه اقتصار تلك الواردات الغذائية على الدول المستورة للخام الإيراني، لافتا أن فترة العقوبات الدولية التى كانت مفروضة على بلاده قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، قلصت من مبيعات طهران لنفطها بالأسواق العالمية.
واعترف المتحدث باسم لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، بوجود خلل مصرفي بالأنظمة البنكية في بلاده، يعرقل من قدرتها على استبدال النفط في عمليات المقايضة بالدولار أو اليورو، قبل أن يحدد دولا بعينها مثل الهند، والصين، وكوريا الجنوبية لإجراء تلك المعاملات التجارية معها، رغم موافقة الهند على تصفير مشترياتها من الخام الإيراني.
وحدد المسؤول الإيراني نوعية السلع المقترح مقايضتها مع نفط بلاده، وهي البذور الزراعية، والمعدات الطبية، والسلع المغذية والوسيطة وغيرها الكثير، دون أن يٌفصح مزيدا من التفاصيل حول هذا الصدد، والتي كانت تعتمد طهران على دول اوروبا لشراءها قبل تتخارج شركات اوروبية كبرى من السوق الإيرانية إثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
وفي مسعى آخر لتقليل مصروفات العملات الصعبة بالتزامن مع تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي في إيران مؤخرا، اعتبر خاني أن عمليات المقايضة هذه ستساهم في تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية للحصول على الواردات الزراعية، والصناعية، والطبية وغيرها، على حد قوله.
ويبدو أن الضغوط الأمريكية على نفط طهران مؤخرا، زادت مخاوف المسؤوليين الإيرانيين من التداعيات المحتملة، إلى حد أن أعرب إسحاق جهانجيري، المساعد الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، عن مخاوفه من "صدمة وشيكة" للاقتصاد المحلي، معتبرا أن شبح العقوبات الدولية سابقا، بات يلوح مجددا في الأفق.
وتواجه إيران داخليا أزمات اقتصادية متفاقمة، وصلت إلى حد خروج تجار الأسواق أو البازار في احتجاجات عارمة بشوارع العاصمة طهران، وغيرها من المدن الإيرانية الرئيسية، خاصة مع صعوبة حصولهم على المتطلبات اللازمة من الدولار لاجراء معاملات تجارية، ما ضاعف حالة الكساد المستشرية مؤخرا.
وعلى صعيد متصل، قال محافظ إيران لدى أوبك، حسين كاظم بور أردبيلي، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسبب في رفع أسعار النفط بتغريداته على موقع تويتر.
ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن أردبيلي قوله "تغريداتك تسببت في زيادة الأسعار بما لا يقل عن عشرة دولارات. من فضلك كف عن هذا الأسلوب".
وكان ترامب طالب منتجي أوبك في الآونة الأخيرة بالمساعدة في خفض أسعار النفط.
وسيجتمع وزراء خارجية الدول الخمس المتبقية الموقعة على الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية مع مسؤولين إيرانيين في فيينا، لبحث كيفية الإبقاء على الاتفاق سارياً بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز