الفقر "المدقع" ينهش الإيرانيين
معدلات الفقر تزداد في إيران ومليشيات البسيج تتدخل لإنقاذ الملالي.
أدى انشغال إيران بمغامراتها العسكرية خارج الحدود إلى تزايد الضغوط على الطبقات الاجتماعية الفقيرة، والمطحونة بفعل الأزمات الاقتصادية المزرية، إلى حد أن طالبت لجنة حكومية معنية بالإغاثة والأعمال الخيرية ظاهريا، حكومة طهران بتوفير المتطلبات المعيشية لنحو 700 ألف أسرة إيرانية جديدة دخلت عداد الفقراء بالبلاد.
وذكرت شبكة "إيران واير"، الناطقة بالفارسية، أن برويز فتاح رئيس لجنة الخميني للإغاثة، المتورطة بتمويل مليشيات عسكرية، طالب الحكومة الإيرانية بتوفير متطلبات انضمام آلاف الأسر الفقيرة إلى قوائم مساعدات منظمته، إلى جانب منظمة للرعاية الاجتماعية، مشيرا إلى أن نفقاتهم قد تصل إلى نحو 7000 مليارات تومان إيراني.
- الإيرانيون ينتفضون ضد تمويل "الخميني للإغاثة" للمليشيات
- "لجنة الخميني".. ذراع إيران لاختراق الدول من بوابة الإغاثة
وطالب فتاح، الحكومة الإيرانية بإعادة النظر إلى البرامج المالية المخصصة للحماية الاجتماعية، في إشارة إلى تزايد نسب الفقر داخل البلاد، وقد صرح سابقا بأن نحو 11 مليون مواطن إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وهو الرقم الذي تضاعف مؤخرا مع مواصلة نظام الملالي دعم مليشيات عسكرية وطائفية ببلدان عدة مثل سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان وغيرها.
وفضحت تصريحات أدلى بها مؤخرا، محمد مخبر دزفولى، رئيس لجنة ما تعرف في إيران باسم "هيئة تنفيذ أوامر الإمام"، والخاضعة لسيطرة المرشد الإيراني علي خامنئي، ارتفاع نسبة الفقر في البلاد بشكل مطرد، بعد حديثه عن وجود نحو 12 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر.
وفي السياق ذاته، أكد جعفر رحيمي، المدير العام المسؤول عن الخدمات الطبية، والعلاجية، والتأمينية بلجنة إمداد الخميني، أن قرابة 200 ألف طفل إيراني، أقل من 6 سنوات يعانون من أمراض سوء التغذية، لافتا إلى أن 50 % من هؤلاء الأطفال تشكو عائلاتهم ضيق اليد، وعسر المعيشة إلى حد مزر.
باتت المغامرات العسكرية المتورط بها نظام الملالي لدعم نفوذه خارج البلاد، كابوسا يؤرق معيشة ملايين الإيرانيين الذين أضحوا في أوضاع حياتية يرثى لها، في ظل قبضة أمنية غاشمة لمنع اندلاع حراك شعبي جديد ضد السياسات القمعية التي يتبناها النظام في طهران، على غرار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت في يناير/كانون الثاني.
ودشن المئات من الإيرانيين مؤخرا حملة مناهضة ضد ما يعرف بـ"لجنة إمداد الخميني" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما "تويتر"، حيث تضطلع هذه اللجنة بجمع تبرعات وأموال الزكاة من المواطنين لإنفاقها في عمليات دعم وتمويل المليشيات العسكرية الموالية لطهران خارج الحدود في كل من سوريا واليمن وغيرهما.
وعلى صعيد متصل، تسعى مليشيات البسيج الخاضعة للحرس الثوري الإيراني إلى التدخل بشكل أوسع في قطاعات عدة بالبلاد، في محاولة يائسة لإنقاذ نظام الملالي مع تهاوي معدلات الاقتصاد المحلي إلى أدنى مستوياتها، وتصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي العارم في شتى أنحاء البلاد.
وأعلن غلام حسين برور، رئيس منظمة البسيج، تدشين مجاميع جديدة ضمن تركيبة تلك المليشيات، من المقرر أن تصل إلى نحو 10 آلاف مجموعة بنهاية السنة الفارسية الحالية، تنقضي في 20 مارس/آذار المقبل.
وأشار برور، القائد بالحرس الثوري، إلى أن تلك المجاميع الجديدة تستهدف التدخل إزاء الأزمات العالقة في كافة أنحاء البلاد، ولن يكون عملها مقتصرا على مساعدة الحكومة خلال الكوارث الطبيعية، على حد قوله.
وتأتي تلك التدخلات الجديدة من جانب مليشيات نظام الملالي في الشؤون الداخلية لإيران، بعد أيام من إعلان "برور" عن وضع خطة بعنوان "إنقاذ الزراعة"، تستهدف أكثر من 20 ألف قرية إيرانية، خاصة مع تصاعد تداعيات أزمات بيئية مثل الجفاف، دون أن يوضح ماهية تلك الخطة التي وصفها بأنها تستهدف الحد من المشكلات في قطاع الزراعة بالبلاد، بحسب قوله.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز