"وول ستريت جورنال": موجة الاحتجاجات في إيران تهدد نظام الملالي
الاضطرابات الأخيرة تأتي في الوقت الذي تكافح فيه حكومة طهران لمواجهة ارتفاع معدلات البطالة وغيرها من المشكلات الاقتصادية.
انتشار الاضطرابات في إيران سيزيد من اتساع رقعة الاحتجاجات ضد حكومة الملالي، التي تواجه ضغوطاً متزايدة في ظل جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض مبيعات النفط في البلاد، وفقا لصحيفة أمريكية.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت إن آلاف الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع في مدينة خرمشهر جنوب غربي البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع في مظاهرة أثارها الغضب من مياه الشرب القذرة تحولت إلى تعبير عن مظالم أوسع ضد القيادة السياسية في طهران، حيث هتفت الحشود الكبيرة "الموت لروحاني".
- الرئيس الأسبق للكونجرس: ترامب يعتزم فرض أشد العقوبات على إيران
- المعارضة الإيرانية توحد دول العالم ضد إرهاب الملالي
وأشارت إلى أن هذه الاضطرابات تأتي بعد أن احتشد آلاف الأشخاص في سوق البازار الكبير في طهران الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تكافح فيه حكومة الرئيس حسن روحاني لمعالجة زيادة معدلات البطالة والتضخم وانهيار العملة وغيرها من المشكلات الاقتصادية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المشكلات الاقتصادية والشكاوى السياسية أثارت موجة من الاحتجاجات الشعبية في أواخر ديسمبر/كانون الأول، وأوائل يناير/كانون الثاني في أكثر من 100 مدينة إيرانية، فيما يعد أكبر توبيخ عام خلال عقد لحكام إيران، الذين لجأوا إلى إجراءات قمعية عنيفة شنتها قوات الأمن لكبح جماح تلك المظاهرات.
والأربعاء الماضي، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن دعمه لمحتجي بازار طهران، وكتب في تغريدة أن الإيرانيين "تعبوا من الفساد والظلم وعدم كفاءة قادتهم. العالم يسمع صوتهم".
ومؤخرا، حذرت الولايات المتحدة مشتري الخام الإيراني من احتمال أن يواجهوا عقوبات أمريكية إذا لم يقطعوا علاقاتهم التجارية معها بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث تسعى واشنطن إلى زيادة الضغوط على طهران لتواصل الحد من برامجها النووية وتطوير الصواريخ والأنشطة العسكرية الإقليمية.
وفي مايو/أيار الماضي، انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي منح طهران تخفيفا من العقوبات الدولية في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي المثير للجدل. وكان الاتفاق الذي أبرمته القوى العالمية الست مع إيران من أولويات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وتوقعت الصحيفة أن الاحتجاجات الأخيرة ضد ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، سوف تزيد أوجاع المستثمرين والمستوردين، حيث فقد الريال الإيراني نحو نصف قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام في بورصات غير خاضعة للرقابة (موازية).
ونوهت الصحيفة بأن احتجاجات "بازار" جديرة بالملاحظة بشكل خاص لأن أعضاء طبقة التجار المحافظة في طهران ينظر إليهم منذ فترة طويلة على أنهم مؤيدون مهمون للنظام الحاكم.
وعلى الرغم من صغر حجمها مقارنة بالاحتجاجات الشتوية، فإن الأحداث الأكثر حداثة أبرزت التحديات الهائلة التي يواجهها حكام إيران عندما يواجهون محاولة من جانب الولايات المتحدة لتقليص الدخل النفطي في البلاد، وهو أمر يمكن أن يزعزع استقرار الاقتصاد الهش بالفعل.
وفي الوقت الذي سبقت المشكلات التي فجرت الاحتجاجات الأخيرة عهد إدارة ترامب، يقول محللون إن الضغوط الأمريكية الجديدة ساعدت على إبراز التوترات القائمة.
من جانبه، قال كريم سجادبور، المحلل البارز في "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي" والخبير في الشأن الإيراني، إن "استراتيجية إدارة ترامب هي إخضاع إيران لضغوط هائلة من أجل تحقيق واحدة من نتيجتين: استسلام أو انهيار النظام".
وأضاف "ومع ذلك، من الممكن أيضاً أن تعمل هذه الاستراتيجية على تقوية قوات الأمن الإيرانية المتشددة أو تؤدي إلى صراع عسكري".
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز