المشاركون في المؤتمر، أجمعوا على أن المقاومة الإيرانية ورئيسة الجمهورية المنتخبة في الخارج، مريم رجوي، بمثابة البديل لنظام الملالي.
استطاع المؤتمر السنوي العام للمعارضة الإيرانية، في العاصمة الفرنسية باريس، أن يوحد كلمة العالم ضد إرهاب نظام "الملالي" في طهران.
وتجسدت هذه النتيجة بالمشاركة رفيعة المستوى من شخصيات سياسية دولية بارزة، في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "إيران الحرّة، البديل"، وذلك في ظل الرهان على المعارضة الإيرانية في إسقاط نظام الملالي، بعد أن خلقت قاعدة شعبية مع الانتفاضة في الداخل، التي انطلقت من ديسمبر 2017 ومستمرة حتى الآن في ربوع إيران.
المشاركون في المؤتمر، أجمعوا على أن المقاومة الإيرانية ورئيسة الجمهورية المنتخبة في الخارج، مريم رجوي، بمثابة البديل لإقامة دولة ديمقراطية يتمتع مواطنيها بالحرية والمساواة، بعد سقوط نظام "ولاية الفقية".
دعم انتفاضة الشعب الإيراني
وقالت مريم رجوي، رئيسة المقاومة الإيرانية، إن هناك "جيلا مشتاقا توّاقا للحرية، انتفض من أجل استعادة إيران من الملالي الغاصبين، من عمّال هفت تبه والصلب، وإلى مزارعي ورزنه، وإلى شباب مدينة كازرون وإلى سائقي وأصحاب الشاحنات في عامّة المدن الإيرانية، وإلى تجّار السوق والشباب في شوارع لاله زار، وفردوسي و"شوش" وملت واكباتان بالعاصمة طهران، الذين تصدوا بشجاعة للعناصر الوحشية للنظام".
وشددت على أن "إسقاط نظام الملالي أمر محتوم والانتصار محتوم، وإيران ستتحرّر، والشعب والشباب المنتفضون، أعلنوا نهاية لعبة الجناحين داخل النظام"، مضيفة أن "الشعب الإيراني بكل قومياته وأعراقه ومنذ 6 أشهر، حقّقوا فعلاً وعلى أرض الواقع الانتفاضات بالرغم من القمع"، لافتة إلى أن "مليشيا الحرس الثوري والباسيج تتساقط عناصرها، وفقد الملالي أهم سند لهم".
وبشأن إيران ما بعد الملالي، قالت رجوي "نحن ندعو إلى إرساء أركان مجتمع أساسه قائمة على الحرية والديمقراطية والمساواة، دافعنا وندافع عن المساواة بين الرجل والمرأة، وعن حق الاختيار الحرّ للملبس، وعن فصل الدين عن الدولة، والحكم الذاتي للقوميات، وعن التساوي في الحقوق السياسية والاجتماعية لجميع أبناء الشعب الإيراني".
وتابعت قائلة:" نسعى لإلغاء الإعدام، ودعم حرية التعبير، وتعدد الأحزاب، وحرية الصحافة والتجمعات، وحرية تأسيس الاتحادات والروابط والمجالس والنقابات"، بالإضافة إلى بناء إيران غير نووية، وفي جو من التعايش السلمي مع التعاون الإقليمي والدولي.
خارطة طريق ما بعد الملالي
وهنا أشارت رجوي إلى أنه لتحقيق هذه الرؤية "فإن أول خطوة هي نقل السلطة إلى الشعب الإيراني، وبالاعتماد على القاعدة الجماهيرية للمقاومة، يمكن تجنّب الفوضى والانفلات الأمني، ويمكن الحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية والتلاحم الوطني والحفاظ على السيادة الوطنية".
وأشارت إلى أنه "بناء على برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبعد إسقاط نظام الملالي، تتشكل حكومة مؤقتة لمدة 6 أشهر، مهمّتها الرئيسية تشكيل المجلس التأسيسي عن طريق إجراء انتخابات حرّة وتصويت عام مباشر، متكافئ وسري للمواطنين الإيرانيين، وهذا المجلس التأسيسي واجبه أن يصوغ خلال عامين دستور جمهورية جديدة، ويعرضه على الشعب الإيراني للتصويت عليه، كما عليه أن يؤسس المؤسسات الأساسية للجمهورية الجديدة حسب أصوات الشعب".
وأكدت رئيسة المقاومة الإيرانية، أنه تم "الإعلان قبل 16 عاماً ومن خلال تبني مشروع جبهة التضامن الوطني لإسقاط الاستبداد الديني، أنها مستعدة للتعاون مع كل القوى الداعية للجمهورية الملتزمة برفض كامل لنظام ولاية الفقيه، والتي تناضل من أجل إيران ديمقراطية ومستقلة وقائمة على فصل الدين عن الدولة".
مشاركة وتأييد دولي
وشاركت شخصيات كبرى في مؤتمر المقاومة الإيرانية، مثل رودي جولياني، مرشح الرئاسة الأمريكية وعمدة نيويورك السابق؛ ونيوت جينجريتش مرشح الرئاسة الأمريكي والرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي؛ والحاكم بيل ريتشاردسون، ومايكل موكيزي، ولويس فري المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي السابق، والجنرال جورج كيسي الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الأمريكي.
وشارك أيضاً ستفين هاربر وجون بيرد، رئيس وزراء ووزير الخارجية الكندي السابق، وبرنارد كوشنر وفيليب دوست بلازي وزيرا الخارجية الفرنسيين السابقين، وراما ياد وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية السابقة؛ وجوليو ترتزي وزير الخارجية الايطالي السابق؛ وسيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، وإدوارد لينتنر مساعد سابق لوزير الداخلية الألماني.
ومن بريطانيا شارك تيرزا فيلييرز العضو الأقدم في مجلس العموم البريطاني، والوزير الأقدم السابق في شؤون ايرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية ميشال دي فوكولورز، بالإضافة إلى قيادات وبرلمانيين من أوروبا وقيادات ونشطاء سياسيين من أمريكيا الجنوبية، فضلا عن نشطاء سياسيين عرب.
وقدم نحو 2000 برلماني أوروبي درعاً لمريم رجوي، وأعلنوا دعمهم للمقاومة الإيرانية وبرنامجها ذي العشر مواد، كما تم تقديم بيان دعم في هذا التجمع، من قبل شخصيات وسياسيين بارزين ووفود برلمانية أوروبية، وقيادات دينية من مختلف دول العالم، دعماً لانتفاضة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة والبديل الديمقراطي، المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ومن أمريكا أكد بيان دعم من قبل 33 شخصية، بينهم السناتور جوزف ليبرمن، مرشح نيابة الرئاسة الأمريكية السابق؛ والجنرال جيمز جونز، مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما والقائد السابق للناتو؛ وادوارد رندل، الرئيس للحزب الديمقراطي وحاكم بنسلفانيا السابق، وتوم ريتش وزير الأمن الداخلي وحاكم بنسلفانيا السابق؛ ينص على أن التغيير الديمقراطي في إيران سيساهم أكثر من أي حدث آخر في تحقيق الاستقرار وتهدئة نيران التطرف في المنطقة.
وأكد هذا البيان أن "المقاومة الإيرانية أثبتت جذورها الواسعة داخل المجتمع الإيراني، وقدرتها على مواجهة الظروف الصعبة التي لا يمكن تصورها، وبراعتها التنظيمية المذهلة، وقدرتها على فضح الأسرار التي تصرّ طهران على إخفائها عن الشعب الإيراني والعالم بأسره".
وشهد المؤتمر أيضاً دعم أكثر من 50 من كبار القادة الدينيين في بريطانيا واسكوتلندا وويلز، بالإضافة إلى 78 من قادة الكنائس في أمريكا، انضموا إلى الدكتور روان وليامز، الأسقف الأعظم السابق لكانتربري، وأصدروا بياناً يدين انتهاك حقوق الإنسان الصارخ في إيران، لاسيما انتهاك حقوق الأقليات الدينية ومعاناتهم ويحث المجتمع الدولي على الدفاع عن حقوقهم والعمل الفوري لوقف قمعهم ومطاردتهم وإيذائهم، ودعوا حكوماتهم إلى اشتراط تحسين علاقاتها مع إيران بوقف قمع الاقليات ووقف الاعدام في إيران.
أما جون فرانسوا لوجاره، عمدة الدائرة الأولى لباريس، فقد شارك مع 100 من رؤساء البلديات الشعب الفرنسي، وأعلنوا من خلال بيان، دعمهم لآلاف من زملائهم للتضامن مع الانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني ضد دكتاتورية الملالي.