الوصفة الصينية للتنمية.. ما هي الدول التي سارت على خطى التنين؟
بدأت نماذج التنمية التي خرجت من الصين تتكرر في أماكن أخرى. وحافظت الصين على أسعار الفائدة منخفضة، بما يضمن التمويل الرخيص للصناعات.
قالت كريستالينا غورغييفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، في مقابلة أجرتها مؤخراً مع التلفزيون الصيني الرسمي "إن نماذج التنمية التي خرجت من الصين بدأت تتكرر في أماكن أخرى".
وقام تقرير لمجلة ذا إيكونوميست بالتحقق من صحة ذلك، عبر إنتاج مؤشر يقيس مدى تشابه اقتصادات دول أخرى مع اقتصاد الصين.
ووفقا للتقرير، فقد أمكن العثور على بعض سمات نموذج الاقتصاد الصيني الأكثر شهرة في قصص نجاح أخرى في شرق آسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، حيث تتجه اقتصادات البلدان الأربعة نحو الصادرات والاستثمار.
عوامل نجاح النموذج الصيني
وفي الصين، وصل إجمالي تكوين رأس المال الثابت، وهو مقياس للاستثمار، إلى 42% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أحد أعلى الأرقام في العالم.
واعتمدت البلاد في التنمية على استخدام المناطق الاقتصادية الخاصة، وهي المناطق التي تقدم قواعد ضريبية واستثمارية منفتحة، والمناطق الصينية الأكثر نجاحًا، مثل المناطق الشاسعة في شنتشن وجزيرة هاينان، كانت مصدر إلهام الدول التي تقوم بتقليد النموذج الاقتصادي الصيني في جميع أنحاء العالم. واليوم تستضيف الفلبين وحدها عددا أكبر من تلك الدول مما كان موجودا في جميع أنحاء العالم في عام 1995.
وباستخدام هذه المقاييس والتي تشمل ميزان الحساب الجاري لأي دولة، وخفض سعر الصرف وحجم استثماراتها، وحصة صادراتها من السلع المصنعة، وحجم النظام المصرفي المملوك للدولة وعدد المناطق الاقتصادية الكبيرة يتم حساب مقدار القواسم المشتركة بين الاقتصادات الأخرى والصين.
فيتنام
وتعتبر الدولة الأكثر تشابهاً بين الجميع في تطبيق النظام الاقتصادي الصيني في التنمية هي فيتنام، وهي التي تتمتع باقتصاد يعتمد على التصدير والتصنيع بكثافة.
وحلت ثانيا في التصنيف روسيا وجاءت في المرتبة الثالثة دولة الهند بينما حلت أستراليا وبريطانيا واليونان، من بين الدول التي لم تقترب من النموذج الاقتصادي الصيني في أسفل التصنيف.
وجاءت القواسم المشتركة مع النموذج الاقتصادي الصيني، أيضا في بنغلاديش وتركيا، الدولتين اللتين تهدفان إلى تشجيع الصادرات. كما تشبه الهند وإثيوبيا الصين، وهو ما يرجع جزئياً إلى الأنظمة المصرفية التي تقودها الدولة في البلدين.
وقامت إدارة الاتصال الدولية التابعة للحزب الشيوعي بتعزيز العلاقات مع النخب في جميع أنحاء العالم النامي.
وحتى مع ظهور الصعوبات التي تواجهها الصين في العام الماضي أو نحو ذلك، استمر الثناء على نموذجها الاقتصادي في التدفق من القادة الأجانب.
ويشير ياشينغ هوانج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن الاقتصادات النامية يمكن أن تتعلم من تجربة الصين في التحرير الاقتصادي بعد فترة وجيزة من إصلاحات دنج شياو بينج في عام 1978 مقارنة بتجاربها الأحدث.
وقال إنه خلال عقد من الإصلاحات ارتفع الدخل الشخصي الصيني بسرعة أكبر من الناتج المحلي الإجمالي، وازدهرت المشاريع الريفية، وتحولت البلاد إلى فائض الحساب الجاري من العجز.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg
جزيرة ام اند امز