يعد منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي الصيني والذي انعقد في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، في بكين حدثاً بارزاً يعكس الروابط الاقتصادية المتينة والمتنامية، بين دولة الإمارات والصين.
حيث يُظهر هذا المنتدى التزام البلدين بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مما يحقق منافع مشتركة ويعزز من مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والاستثمار.
وحرص قيادة الإمارات الرشيدة على تعزيز التعاون مع الاقتصادات الناجحة مثل الصين إنما يأتي من عمق وطنية هذه القيادة للعمل على نمو ونهضة ورفاهية شعبنا، فهذا المنتدى له عدة فوائد من وجهة نظري فمثلا على الصعيد الاقتصادي، يُعتبر هذا المنتدى فرصة هامة لتعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين، فقد شهدت التجارة الثنائية نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث وصلت قيمتها إلى أكثر من 70 مليار دولار في عام 2023.
ومن خلال هذا المنتدى، ستتمكن الشركات الإماراتية والصينية من التواصل المباشر وتبادل الخبرات والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، كما سيُتاح للمستثمرين والرواد الإماراتيين الاطلاع على أحدث التطورات في القطاعات الصناعية والتكنولوجية الصينية.
وعلى صعيد الاستثمارات، فإن انعقاد هذا المنتدى في بكين سيُسهم في تعزيز تدفق الاستثمارات الصينية إلى دولة الإمارات، التي تُعتبر الوجهة الأولى للاستثمارات الصينية في المنطقة، وهناك فرص واعدة لزيادة هذه الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية كالطاقة المتجددة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
أما على صعيد التكامل الاقتصادي، فإن هذا المنتدى سيُسهم في تعزيز الجهود المشتركة لتطوير مبادرة "الحزام والطريق" التي تقودها الصين، فالإمارات تُعتبر أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لهذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط، وهناك تكامل واضح بين خطط التنمية الوطنية للبلدين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المنتدى سيُسهم في تعزيز التعاون الثقافي والتبادل المعرفي بين دولة الإمارات والصين، فالبلدان يشتركان في رؤى مشتركة تتعلق بالتنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي، وهناك إمكانات كبيرة لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في هذه المجالات.
كما يسهم المنتدى في دعم التنوع الاقتصادي في دولة الإمارات من خلال تطوير القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة حيث شجع المنتدى على التعاون في مجال الطاقة المتجددة، مما يعزز من جهود دولة الإمارات في تحقيق الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة وفي التكنولوجيا والابتكار يسهم المنتدى في تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مما يدعم تطور الاقتصاد الإماراتي نحو اقتصاد المعرفة.
كما أن المنتدى يسهم في تعزيز البنية التحتية من خلال التعاون مع الشركات الصينية في تنفيذ مشاريع تطوير عقاري وبنية تحتية ضخمة في الإمارات، مما يعزز من جاذبية الدولة كمركز استثماري عالمي وفي النقل والخدمات اللوجستية حيث يسهم التعاون في تحسين شبكات النقل والخدمات اللوجستية، مما يعزز من مكانة الإمارات كمحور تجاري إقليمي وعالمي.
وأرى من وجهة نظري أيضا أن المنتدى يسهم في تعزيز العلاقات السياسية والثقافية وتوطيد العلاقات الدبلوماسية ففي مجال التعاون السياسي يعكس المنتدى التزام البلدين بتعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي كذلك في مجال الشراكات الاستراتيجية حيث يمكن أن يؤدي المنتدى إلى توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية في مجالات متعددة، مما يعزز من التعاون الشامل بين البلدين.
ناهيك عن التبادل الثقافي والمعرفي وتعزيز البرامج التعليمية والتدريبية حيث يمكن أن يسهم التعاون في تطوير برامج تعليمية وتدريبية مشتركة، مما يعزز من مهارات القوى العاملة ويعزز من التبادل العلمي والتقني.
كما أن المنتدى يؤكد التأثير العالمي ودور الإمارات وتعزيز مكانة الإمارات الدولية حيث يعزز المنتدى من مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والاستثمار، مما يجذب المزيد من الشركات والمستثمرين الدوليين كما يعكس المنتدى التزام دولة الإمارات بالتعاون الدولي والانفتاح على الاقتصادات العالمية الكبرى، مما يعزز من دورها الريادي في النظام الاقتصادي العالمي.
في الختام، فإن منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي الصيني في بكين يُمثّل فرصة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين. وستكون له انعكاسات إيجابية على تدفق الاستثمارات وتنمية التجارة الثنائية، بالإضافة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والتنموي بين الإمارات والصين.
ويُعدّ منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي الصيني في بكين منصة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وقد أثبتت الدورات السابقة من المنتدى فاعليته في تحقيق أهدافه، من خلال جذب الاستثمارات، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز الابتكار، ومن المتوقع أن تستمر هذه المنصة في لعب دور مهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والصين في السنوات المقبلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة