علماء صينيون يكتشفون علاجا لورم سرطاني يصيب الجهاز العصبي بالدماغ
الفريق البحثي يؤكد استجابة المرضى الذين خضعوا للتجارب السريرية للعقار الجديد، حيث ساعد في انخفاض نسبة الأورام بشكل كبير بأدمغتهم.
كشف علماء صينيون بجامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، أسباب تقدم الأورام الأرومية الدبقية، أخطر الأورام السرطانية التي تصيب خلايا الجهاز العصبي المركزي بالدماغ، وهو ما يعتبر فرصة لتوفير فرص علاج جديدة للمرض.
وتسجل هيئة المستشفيات بهونج كونج أكثر من 200 حالة جديدة لأورام الدماغ الخبيثة كل عام، ونحو ربع هذه الحالات عبارة عن "أورام آرومية دبقية من الدرجة الدنيا"، تتطور معظمها إلى الورم الأرومي الدبقي من الدرجة العليا في غضون 10 سنوات، بحسب صحيفة "مينج باو ديلي".
ويمكن تصنيف درجة الورم السرطاني في جسم الإنسان إلى 3 درجات: أورام بالدرجة الدنيا (low grade)، وأورام الدرجة المعتدلة (intermediate grade)، وأورام الدرجة العليا (high grade)، حيث تنمو أورام الدرجة الدنيا بوتيرة بطيئة بينما تنمو أورام الدرجة المعتدلة بوتيرة وسطية، وتُعـد الأورام بالدرجة العليا الأسرع نمواً، ومن أهمـها أورام الأوليات الدبقية (gliobla stomas).
وفي حين يمكن معالجة الأورام الأرومية الدبقية عن طريق الجراحة أو العلاج الكيميائي، إلا أن معظم هذه الأورام الخبيثة تتحول وتعود مرة أخرى مع معدل وفيات يصل إلى ما يقرب من 100%.
وفي دراسة حديثة تم نشرها، الإثنين، قام فريق بحثي بقيادة وانج جيجوانج، الأستاذ المساعد في قسم علوم الحياة بجامعة هونج كونج، بتحليل ودمج البيانات الجينومية لنحو 188 مريضاً يعانون من ورم الأرومي الدبقي، بما في ذلك العينات التي تم جمعها حديثاً من البر الرئيسى الصيني وكوريا الجنوبية، ومع نموذج حاسوبي مصمم خصيصاً، وجدوا أن حوالي 14٪ من المرضى الذين تم أخذ عيناتهم أظهروا طفرات في هذا الجين.
وبناءً على هذا الاستنتاج، قام فريق البحث بالتعاون مع مستشفى تيان تيان ببكين (مركز جراحة الأعصاب الأكثر شهرة في الصين)، بتحديد المادة الكيميائية لعقار يسمي PLB-1001، قادر على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، وهو غشاء يفصل بين الدورة الدموية والسوائل التي توجد خارج الخلايا في الجهاز العصبي المركزي.
وتم إجراء التجارب السريرية للعقار على نحو 18 مريضاً يعانون من مرحلة متأخرة لسرطان الدماغ، وأظهر العقار قوة ملحوظة في استهداف الأورام الأرومية الدبقية بشكل انتقائي.
ومن خلال التجارب، أكد الفريق البحثي استجابة المرضى الـ18 للدواء، وساعد العقار في انخفاض نسبة الأورام بشكل كبير بأدمغتهم، بل اختفت تماماً بحالتين في غضون 12 أسبوعاً فقط، ولم يكن للعقار آثار جانبية كبيرة.
وفي الوقت الحاضر، دخلت البحوث المرحلة الثانية من التجارب السريرية، ومن المتوقع أن يتم تم طرح الدواء في الأسواق خلال عامين من الآن.
وقال البروفيسور وانج، من جامعة هونج كونج، إن نتائج هذه التجربة الإكلينيكية مهمة، كونها تعزز المعرفة بطرق علاج الأورام الأرومية الدبقية القاتلة، موضحا أن تطوير نماذج حوسبة حول تطور السرطان، يساعد على التنبؤ بسلوك خلايا السرطان المستقبلية، وتحديد أولويات خيارات العلاج.
وأشار إلى أنه "على الرغم من النتائج الإيجابية للعقار، لا يمكننا استبعاد إمكانية تكرار الإصابة بشكل نهائي، بسبب مقاومة الأدوية، لذلك ما زالت هناك حاجة لمزيد من الدراسات حول عقار PLB-1001؛ لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامه مع أدوية أخرى في تحقيق نتائج أكثر استدامة".