مدن صينية تخفف قيود كورونا.. ارتياح تخالطه مخاوف العدوى
بدأت مدن صينية في تخفيف قيود مكافحة فيروس كورونا، رغم أنها لا تزال تعاني من تزايد إصابات كوفيد-19، فيما يخشى البعض من خطر العدوى.
وشملت الإجراءات الجديدة، تخفيف متطلبات الفحص وقواعد الحجر الصحي قبيل تحول متوقع في سياسات التعامل مع فيروس كورونا على مستوى البلاد بعد اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية، الجمعة، أن الصين سجلت 34980 إصابة جديدة بفيروس كورونا في أول أيام ديسمبر/ كانون الأول الجاري، منها 4278 ظهرت عليها أعراض و30702 دون أعراض.
وسجلت الصين في اليوم السابق 36061 إصابة جديدة منها 4150 مصحوبة بأعراض و31911 دون أعراض. ولم يجر رصد أي وفيات جديدة لتظل الحصيلة عند 5233.
ومن شأن تخفيف قيود كورونا بصورة متفاوتة أن يغذي الخوف بين بعض السكان الذين يشعرون فجأة أنهم أكثر عرضة لمرض وصفته السلطات طويلا أنه مميت حتى هذا الأسبوع.
وتقول الصيدليات في بكين إن مشتريات كمامات إن 95، التي توفر درجة حماية أعلى بكثير من الكمامات الجراحية التي تُستخدم مرة واحدة، ارتفعت هذا الأسبوع. وقال بعض الأشخاص الذين وضعوا كمامات إن 95 يوم الجمعة إنهم حصلوا عليها من أرباب عملهم.
غير أن هذا السلوك الحذر لا يبشر بالخير بالنسبة للشركات التي تتعامل مع المستهلكين مباشرة والمصانع في المدن الكبيرة المتضررة من كوفيد-19، حيث يسعى العاملون إلى عدم الإصابة بالفيروس على الأقل حتى عودتهم إلى عائلاتهم في الريف للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة.
ويشعر كبار السن بأنهم الأكثر عرضة للخطر خاصة أن الكثيرين منهم لم يتلقوا اللقاحات.
ويقضي شي وي، الذي يقيم في بكين ويعاني من سرطان الجهاز اللمفاوي، معظم وقته في العزل لكنه لا يزال قلقا من الإصابة بكوفيد-19 ونقل العدوى لوالدته البالغة من العمر 80 عاما في أثناء خروجه للعلاج في المستشفى كل ثلاثة أسابيع. وقال "لا يسعني إلا أن أدعو الله أن يحميني".
وألحقت سياسات الصين في مكافحة كوفيد-19 الضرر باقتصادها وأثرت على كل شيء، مثل الاستهلاك المحلي وإنتاج المصانع وحتى سلاسل التوريد العالمية، وتسببت في ضغوط نفسية شديدة لمئات الملايين من الناس.
وأشعل الغضب من القيود، التي تعد الأكثر صرامة في العالم، عشرات الاحتجاجات في أكثر من 20 مدينة في الأيام القليلة الماضية في إبداء غير مسبوق للعصيان المدني في البر الرئيسي للصين منذ تولى الرئيس شي جين بينغ السلطة في عام 2012.
وبعد أقل من 24 ساعة من اشتباك المحتجين مع شرطة مكافحة الشغب في قوانغتشو، وهي مركز تصنيع مترامي الأطراف شمالي هونج كونج، ألغت المدينة عمليات الإغلاق في سبعة على الأقل من مقاطعاتها.
وقالت مصادر لوكالة رويترز إن الصين ستعلن تخفيف متطلبات الحجر الصحي وإجراء الفحوص على مستوى البلاد.
كما نقلت وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية عن سون تشونلان، نائب رئيس الوزراء، الخميس، قوله "مع تناقص الإصابة بمتحور أوميكرون، وزيادة معدل التطعيم والخبرة المتراكمة للسيطرة على تفشي المرض والوقاية منه، فإن احتواء الوباء في الصين يواجه مرحلة مهمة وجديدة".
وتطبق الصين سياسة مشددة لمكافحة كوفيد. وتشمل استراتيجية تحقيق "صفر إصابات بكوفيد" الإغلاق الصارم للحدود وفرض تدابير حجر صحي لفترات مطوّلة وإجراء فحوص سريعة وعلى نطاق واسع وإجراءات إغلاق مستهدفة.
وحتى تصريحات سون تشونلان غير المسبوقة، لم تظهر أي مؤشرات على أن الصين تنوي التخلي عن معركتها للمحافظة على صفر إصابات بكوفيد، رغم التكاليف الاقتصادية المتزايدة نتيجة تراجع قطاع التجزئة ومبيعات المنازل والسيارات وارتفاع معدلات البطالة.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg
جزيرة ام اند امز