بشرى سارة لعشاق الشوكولاتة.. بدء زراعة الكاكاو في الصين
الأزمة الكبرى التي تعانيها زراعة الكاكاو في أفريقيا فضلا عن ارتفاع أسعاره العالمية، دفعت العديد من الدول مثل الصين لتجربة زراعته.
فقد انطلقت زراعة الكاكاو في هونغ كونغ مع ارتفاع أسعاره عالميا بسبب تغير المناخ
ويؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع أسعار حبوب الكاكاو، المكون الرئيسي للشوكولاتة، ولكنه يجعل زراعتها في هونغ كونغ أكثر قابلية للتطبيق.
فقد قام اثنان من مصنعي الشوكولاتة في هونغ كونغ، وهما جافين تشان وويتني ييب بتأسيس شركة Gamma Craft Chocolate في عام 2018 على قطعة أرض في تاي بو، في الأقاليم الجديدة في هونغ كونغ، بهدف زراعة أشجار الكاكاو، وهي نباتات دائمة الخضرة.
- الدول الأكثر خسارة للغابات في 2023.. أرقام مُحزنة للمناخ
- الموسيقى الحية تُطرب المناخ.. «نوتة فريدة» لخفض البصمة الكربونية
يقول تشان: "لدينا نحو 30 شجرة كاكاو على قطعة أرض مساحتها 3000 قدم مربع (280 مترا مربعا) ويتراوح أعمارها بين ثلاثة إلى تسعة أشهر، إنه مشروع طويل الأمد، تستغرق أشجار الكاكاو نحو خمس سنوات حتى تنضج وتنتج قرون الكاكاو".
وهناك تجارب أخرى محلية لشركات صينية ناشئة تقوم بزراعة الكاكاو حاليا، فقد بدأ آرون ليو، الذي أسس العلامة التجارية Chocobien Chocolate في عام 2009، في زراعة أشجار الكاكاو في هونغ كونغ منذ بضع سنوات، مدفوعا بحلم "صنع الشوكولاتة من الشجرة إلى القطعة" واكتساب فهم أفضل لحياة شجرة الكاكاو.
يقول ليو: "لقد أنتجت الأشجار قرون الكاكاو في العام الماضي، ولكن البذور كانت صغيرة جدا، حيث لا يمكن صنع الشوكولاتة منها".
تنتج كل قرنة نحو 35-50 بذرة، في المتوسط يستغرق الأمر نحو 400 إلى 600 بذرة لإنتاج 1 كجم (2.2 رطل) من الشوكولاتة.
وتابع: "في البداية، أردت أن أصنع شوكولاتة من الشجرة إلى القطعة، ولكن بعد سنوات من التجارب أعتقد أن ذلك مستحيل في هونغ كونغ"، مضيفا أن العثور على أرض بأسعار معقولة لزراعة الأشجار، إلى جانب ارتفاع تكاليف العمالة، يعني احتمال حدوث ذلك، من غير المحتمل أن تصبح هونغ كونغ منتجًا تجاريًا للكاكاو".
ومع ذلك، فإن صانعي الشوكولاتة في المدينة لديهم سبب وجيه لرغبتهم في الوصول بسهولة إلى المكونات الخام. وتشهد هذه الصناعة أزمة، حيث وصلت أسعار السكر والكاكاو إلى مستويات قياسية.
تغير المناخ
يعد تغير المناخ مساهما رئيسيا، إذ تتضرر أشجار الكاكاو بسبب موجات الحر والأمطار الغزيرة التي تؤثر سلبا على المحاصيل في غرب أفريقيا، التي تنتج ثلاثة أرباع الكاكاو في العالم، وفقا لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).
وتقول الأونكتاد إن أسعار الكاكاو ارتفعت بنسبة 136 في المائة بين يوليو/تموز 2022 وفبراير/شباط من هذا العام، بينما تتوقع منظمة الكاكاو الدولية عجزا عالميا بنحو 374 ألف طن لموسم 2023-2024 مقارنة بـ74 ألف طن الموسم الماضي.
ترك نقص الكاكاو مذاقا مريرا لدى صانعي الشوكولاتة الذين يعانون الآن من ارتفاع تكاليف الإنتاج وتعطل سلسلة التوريد، حيث تكافح العلامات التجارية الكبيرة والمتاجر على مستوى العالم، بما في ذلك هونغ كونغ، من أجل الحصول على أصناف محددة من الكاكاو.
ويقول ليو "أصبحت حبوب الكاكاو القادمة من ماليزيا وتايلاند ومدغشقر باهظة الثمن أيضا، وسوف يدفع المستهلكون الثمن أيضاً: فنقص الكاكاو يعني ارتفاع أسعار الشوكولاتة".
وفي حين أن البلدان النامية التقليدية مثل غانا وساحل العاج وبيرو وإندونيسيا تعاني تغير المناخ، يقول تشان إن ذلك يفتح الباب أمام أماكن مثل تايوان والبر الرئيسي للصين وتايلاند لتصبح لاعبة رئيسية في هذه الزراعة المتعثرة الآن.
ويرى الخبراء أن مساعي الصين لزراعة الكاكاو تصطدم ببعض الأمور لكنها قد تنجح قريبا، فالمناخ المتغير يخلق الظروف في هذه المناطق التي تجعل من الممكن زراعة الكاكاو ذي الجودة الأفضل.