الموسيقى الحية تُطرب المناخ.. «نوتة فريدة» لخفض البصمة الكربونية
تعد صناعة الموسيقى الحية بما تتضمنه من حفلات مباشرة ومهرجانات صاخبة، مصدرا للانبعاثات الكربونية الضارة بالمناخ، لكن هذا قد يتغير في الأمد القريب.
ومؤخرا، صار خفض تأثير صناعة الموسيقى الحية على المناخ، محور اهتمام كبير، إذ يرى البعض أنها في وضع فريد يمكنها من تقديم مثال رفيع المستوى لما يمكن القيام به لتقليل الانبعاثات ومعالجة تغير المناخ.
- نيابة عن 69 دولة.. بيان إماراتي حول تغير المناخ وحقوق الإنسان في جنيف
- مستقبل غذاء العالم في خطر.. إشارات تحذير من المناخ
كولدبلاي.. بداية جيدة
وأصبح منظمو حفلات وفرق موسيقية مثل «كولدبلاي» البريطانية يشعرون بقلق متزايد إزاء بصمتهم الكربونية، وبالتالي بدأوا تكثيف مبادراتهم علّهم يسهمون في مساعي الحد من ظاهرة تغير المناخ.
وأعلنت فرقة «كولدبلاي»، التي شاركت أخيرا في مهرجان غلاستونبري ببريطانيا، أنها خفضت انبعاثات الكربون في جولتها العالمية 59% مقارنة بجولتها الأخيرة في 2016-2017، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
ومن أجل تحقيق ذلك، اتّخذت الفرقة تدابير مبتكرة، من بينها تركيب ألواح شمسية، وحتى حلبة رقص خاصة تولد الكهرباء من حركة الجمهور.
لكنّ المنتقدين يقولون إن أعضاءها ما زالوا يستخدمون الطائرات للسفر. كما أن الفرقة تعرّضت لانتقادات في العام 2022 عندما أعلنت شراكة مع شركة النفط الفنلندية العملاقة «نيستي».
وعلى الرغم من أن «نيستي» تعهّدت بمساعدة الفرقة على استخدام وقود حيوي مستدام، قالت مجموعة «ترانسبورت آند إنفارونمنت» إن شركة النفط تستغل «كولدبلاي» بوصفها «مفيدة للغسل الأخضر».
أثر الموسيقى على المناخ
وعلى الرغم من أن قياس تأثيرها الإجمالي يعد أمرا صعبا، قدّرت دراسة أجراها معهد «إنفايرونمنتل تشاينج» في جامعة أكسفورد العام 2010 أن الصناعة البريطانية وحدها تنتج 540 ألف طن من انبعاثات الكربون سنويا.
من ناحية أخرى، وجدت مجموعة «كلين سين» المناخية أن أبرز ألف منسق أسطوانات قاموا بـ51 ألف رحلة جوية العام 2019، وهو ما يعادل 35 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
التزامات مناخية
ونتيجة ذلك، أصبح لدى المهرجانات الكبرى تعهدات ومبادرات مناخية، من خطط تسميد ومشاركة سيارات خلال مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا في استخدام الطاقة المتجددة بغلاستونبري.
ومن المهرجانات التي أخذت زمام المبادرة مهرجان «وي لوف غرين» في باريس، الذي أقيم الشهر الماضي، وحضره نحو 110 آلاف شخص، لمشاهدة فنانين، من بينهم سزا، وجاءوا من «دون معدات تقريبا»، وفق رئيسة التنمية المستدامة في المهرجان ماريان هوكوار.
وقالت هوكوار إن المنظمين تولوا مسؤولية ضمان حصول الفنانين على المعدات التي يحتاجون إليها، ووضع حدود الطاقة للعروض.
وقد اتخذت مهرجانات أخرى تدابير جذرية مثل مهرجان «بونير» في مارسيليا، الذي ألغى حفلة منسق الأسطوانات I Hate Models هذا العام، بعدما علموا أنه سيحضر بطائرة خاصة.
وحاليا، يشجع عدد كبير من منظمي الفعاليات الحاضرين على استخدام وسائل نقل أكثر مراعاة للبيئة.
"لوف غرين"
وأطلق مهرجان «لوف غرين» شراكة مع الاتحاد الفرنسي للدراجات، لتنظيم قوافل من الدراجات الهوائية لنسخته هذا العام، وقال إن 14% من حاملي التذاكر جاءوا على دراجات، ارتفاعا من 8% العام الماضي.
لكن هناك حدود لما يمكن القيام به، فعندما أقامت تايلور سويفت حفلتيها بباريس في مايو/ أيار لوحظت زيادة في عدد الطائرات الخاصة الواصلة إلى المطارات المحلية، وفق ما أفاد مكتب رئيس بلدية المدينة.
من جهة أخرى، يستغل مشغّلو الطائرات الخاصة الفعاليات الترفيهية مثل المهرجانات أو بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024 في إعطاء دفعة لأعمالهم.