احتفت الصين بانطلاق الصاروخ "لونغ مارش 5B " إلى الفضاء حاملاً المكون الأول لمحطة الفضاء التي ستصبح الثانية بعد محطة الفضاء الدولية.
ونقلت عن الرئيس شي جين بينغ كلمة هنَّأ فيها البلاد على هذا الإنجاز، حيث وصف الأمر ومحطة الفضاء الصينية بأنها "مشروع رائد مهم في بناء دولة قوية في التكنولوجيا وفي الفضاء".
وتتعرض الصين لانتقادات حادة، بسبب صاروخ أرسلته للفضاء وفقدت السيطرة عليه ويخشى من سقوطه في مناطق مأهولة بالسكان عند عودته للأرض، حتى ذكر البنتاجون أنه يراقب الصاروخ، فما القصة هذه المرة، وأين سيسقط الصاروخ المنتظر؟
"صاروخ تائه".. "الصين أضاعت صاروخاً وزنه 21 طناً".. تدوينات ساخرة حوّلت القصة إلى مادة للفكاهة والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي حول العالم خلال اليومين الماضيين، واليوم دخلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على خط أزمة الصاروخ الصيني.
إنفوجراف: حطام الصاروخ الصيني.. إلى أين؟
خرج الصاروخ الصيني عن السيطرة وفقدت بكين التحكم به، فتركته يدور حول الأرض بعد تأكيد خبراء الفضاء لإعادة دخول "غير متحكم به" لمساره الرئيسي إلى الغلاف الجوي للأرض، ولم تكتمل فرحة الصينيين بإطلاق أول وحدة من محطتهم الفضائية "تيانغ ونغ" أو "القصر السماوي" التي تعكس طموحهم لتأسيس وجود بشري دائم في الفضاء يؤكد مكانة الصين العالمية بجوار الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا.
وبات العالم يترقب التهديد الفضائي الصيني الجديد ولحظة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي بسرعة تزيد على 26 ألف كلم في الساعة، واحتراق 20 طنا من كتلته الرئيسية، وتحولها إلى حطام ناري متناثر يهدد بإحداث أضرار بالغة إذا وقع على منطقة مأهولة بالسكان .
وبحسب الصحفي أندرو جونز، الذي يغطي برنامج الفضاء الصيني في موقع Space News، من المتوقع أن يعود جسم الصاروخ إلى الأرض في وقت ما خلال الأيام القليلة المقبلة، وأشارت مصادر أخرى إلى احتمال أن يكون ذلك يوم 10 مايو الجاري.
أما عن مكان السقوط، فلا توجد أي جهة تعرف على وجه التحديد أين سيسقط الحطام.
"البنتاجون" تصدم العالم ببيان عن موقع سقوط الصاروخ الصيني التائه
ولكن كلما اقترب موعد السقوط، زادت الدقة في تحديد الموقع المتوقع، فالجزء الأساسي للصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة، ما يحول دون تحديد زمن ومكان دخوله في الغلاف الجوي.
وهو ما أكده عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، جوناثان ماكدويل بقوله: "لا نعرف أين سيحدث إعادة الدخول، ولكن الأمر في أسوأ الأحوال سيكون مثل حادث تحطم طائرة صغيرة، وسيمتد على خط بطول مئات الكيلومترات، والموقف الحالي للصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة لا يمثل نهاية العالم ولا أظن أن الناس بحاجة إلى احتياطات، فخطر وقوع الأضرار أو أن يصيب حطام الصاروخ شخصاً ما يعد احتمالاً ضعيفاً".
وهناك ما يشبه الإجماع على أن المكان الأقرب لسقوط حطام الصاروخ الصيني سيكون أحد المحيطات التي تمثل 71% من مساحة الأرض، وهذا ما عبَّر عنه ماكدويل بقوله: "من أراد أن يراهن على مكان سقوط الحطام فليراهن على المحيط الهادئ، لأنه ببساطة يمثل أكبر كتلة من مساحة الكوكب".