«مشروع عظيم» بين الصين وصربيا.. شي يضع اللمسات النهائية
من المتوقع أن تسفر زيارة الرئيس الصيني إلى صربيا عن الإعلان عن مشروع ضخم بين بكين وبلغراد، وسط توقعات بأنه سيكون في قطاع التعدين.
وأنفقت الصين المليارات في صربيا ودول البلقان المجاورة، خصوصا في مجالَي التعدين والصناعة. ووقعت بكين وبلغراد العام الماضي اتفاقا للتجارة الحرة.
وأفاد وزير المال الصربي سينيسا مالي في تصريحات نقلتها شبكة البث الرسمية "آر تي إس" بأن محادثات الأربعاء ستركّز على "مشروع عظيم".
وقال الثلاثاء: "نهدف إلى جذب استثمارات كبيرة من الصين في مجال واعد للغاية"، مضيفا "لن أكشف عن أوراقنا حاليا".
- «الكونياك» الفرنسي على مائدة ماكرون وشي.. لقاء اقتناص الفرص الاقتصادية
- زيارة السيطرة على الأضرار.. رسائل شي لطمأنة الأوروبيين
ومن المرتقب أن يجري الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش في بلغراد الأربعاء، في وقت تسعى بكين لتعميق علاقاتها السياسية والاقتصادية مع بلدان أكثر تتودد لها في أوروبا.
وصل شي إلى العاصمة الصربية ليل الثلاثاء بعد زيارة دولة لفرنسا تخللتها أحيانا نقاشات حادة نوعا ما مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن قضايا بينها التجارة ومواصلة الصين إقامة علاقات وثيقة مع روسيا رغم الحرب في أوكرانيا.
لكنّ الدولتين الأخريين اللتين اختارهما شي كمحطتين في أول زيارة يقوم بها لأوروبا منذ العام 2019 تعدّان من بين البلدان الأكثر تعاطفا مع موسكو في أوروبا إذ إنه سيزور المجر بعد صربيا.
وفي بلغراد، سيعقد الرئيس الصيني محادثات مع نظيره الصربي الأربعاء قبل أن يتوجّه إلى بودابست.
ورُفعت الأعلام الصينية في شوارع العاصمة الصربية فيما عبّرت لافتات عن "الترحيب الحار بالأصدقاء الصينيين".
- صداقة صلبة
وأشاد شي في صحيفة "بوليتيكا" الصربية "بالصداقة الصلبة" بين الصين وصربيا التي قال إنها "سطّرت بدم أبناء بلدينا".
بدوره، أفاد ستيفان فلاديسافلييف من "مؤسسة BFPE لمجتمع مسؤول" أن تاريخ الزيارة يشي أنها ستحمل "أهمية رمزية كبيرة".
وأضاف أنه "يتوقع أيضا أن يتم التركيز على تعزيز التعاون القائم بين البلدين وإعلان المشاريع التي يمكن للطرفين تنفيذها معا في المستقبل".
- زيارة جيدة للطرفين
وأكد مواطنون صرب في وسط بلغراد ترحيبهم بزيارة شي.
وقال المتقاعد ستويان فيدوفيتش (67 عاما) لوكالة فرانس برس "أعتقد أنه أمر ممتاز، هذه الزيارة من رئيس أحد بلدان العالم الأكثر قوة".
وأفادت المترجمة السابقة ديانا راديتش (69 عاما) "إنها رائعة بالنسبة إلينا". وأعربت عن أملها في أن تتمخض عن الزيارة نتائج "جيّدة للطرفين".
شهدت محطة شي الأولى في فرنسا اجتماعات مع ماكرون فيما حضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الرئيس الصيني على عدم السماح بتصدير أي تكنولوجيا يمكن روسيا استخدامها في الحرب الأوكرانية والقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء الحرب.
من جانبه، حذّر شي الغرب من "تشويه سمعة" الصين على خلفية النزاع كما رد على الاتهامات بأن الطاقة الإنتاجية المفرطة في الصين تؤدي إلى اختلال الميزان التجاري العالمي.
وبعد اجتماعه مع فوتشيتش، سيتوجّه شي إلى المجر حيث استثمرت الصين بشكل كبير في مصانع كبيرة للبطاريات والمركبات الكهربائية.