«فضيحة جنسية» في فلوريدا تزلزل الحزب الجمهوري.. ما القصة؟
مع بداية عام 2023، بدا أن كريستيان زيغلر وزوجته بريدجيت على موعد مع عام ذهبي، فالأول انتخب رئيسًا للحزب الجمهوري في فلوريدا، فيما بدأت قرينته فترة ولايتها الثالثة في مجلس إدارة مقاطعة ساراسوتا.
إلا أن 11 شهرًا فقط، كانت كافية، ليكشر العام الذي يلملم أوراقه عن أنيابه، فبعد أن امتد نفوذهما السياسي إلى ما هو أبعد من حدود الولاية، بات الثنائي على موعد مع «فضيحة جنسية»، لم تزلزل أركان بيتهما فقط، بل امتدت الصدوع الناجمة عن ذلك الزلزال إلى الحزب الجمهوري برمته.
فما القصة؟
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر مركز فلوريدا للمساءلة الحكومية غير الربحي مذكرة تفتيش من شرطة ساراسوتا، تتضمن مزاعم بأن كريستيان زيغلر «اغتصب امرأة كان هو وزوجته قد أقاما معها علاقة ثلاثية في السابق».
إلا أن زيغلر، قال في إفادة خطية للمحققين أن «مقابلته المنفصلة مع المرأة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت بالتراضي وأنه سجلها».
وكان زيغلر انتخب رئيسًا للحزب الجمهوري في فلوريدا، وهو المنصب الأكثر أهمية للحزب؛ نظرًا لأن المرشحين الرئيسيين لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة كانا من رجال فلوريدا. وسيكون مسؤولاً عن جمع التبرعات وإنفاق ملايين الدولارات لمرشحي الحزب حتى عام 2024.
وكانت زوجته تبدأ فترة ولايتها الثالثة والأخيرة في مجلس إدارة مدرسة مقاطعة ساراسوتا، بعد أن أعيد انتخابها في أثناء ترشحها لقائمة من السياسات «المناهضة للاستيقاظ» التي تبنتها كمؤسس مشارك لمنظمة «أمهات من أجل الحرية».
وكانت أيضًا قد أمضت ستة أشهر في وظيفة أخرى: تدريب الآباء المحافظين وغيرهم في جميع أنحاء البلاد على الترشح لسباقات مجلس إدارة المدارس، وهو الهدف الرئيسي لمعهد القيادة في فرجينيا، الذي وظفها للمساعدة في «وقف التلقين العقائدي الرهيب لليسار».
كيف تأثر الزوجان بـ«الفضيحة»؟
تقول صحيفة «واشنطن بوست»، إن الدعوات التي تطالبه بالتنحي عن منصب رئيس الحزب الجمهوري بالولاية انطلقت؛ فبحلول يوم الجمعة، انفجر الغضب داخل الجمهوري، بمطالبة حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فلوريدا، ومشرعين بارزين في الولاية وأعضاء آخرين في الحزب، زيغلر بالاستقالة.
رفض زيغلر الاستقالة، أثار مخاوف» لدى الحلفاء والمعارضين، مما دفع الحزب إلى إعلان عقد اجتماع اليوم الأحد، في أورلاندو لمحاولة إرغامه على الاستقالة.
وبحسب «واشنطن بوست»، فإنه من الممكن أن يُطرد كريستيان زيغلر، 40 عامًا، بحلول ليلة الأحد من وظيفته التي تبلغ راتبها 120 ألف دولار سنويًا كرئيس للحزب الجمهوري.
إلا أنه يبدو أنه مستعد للقتال؛ ففي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أعضاء الحزب بعد يومين من ظهور أنباء تحقيق الشرطة، قال: «لدينا بلد يجب أن ننقذه، ولن أسمح للادعاءات الكاذبة عن جريمة أن تضع هذه المهمة على مقاعد البدلاء بينما أنتظر انتهاء هذه العملية»، مضيفًا: «عائلتي صلبة للغاية. زوجتي تدعمني بنسبة 150%».
أما بريدجيت زيغلر، فرغم أنها ليست جزءًا من التحقيق الجنائي الجاري، إلا أنها واجهت أيضًا دعوات للتخلي عن مقعدها في مجلس إدارة المدرسة ومجلس مراقبة السياحة في وسط فلوريدا، الذي يحكم الممتلكات المحيطة بعالم ديزني.
ونجت يوم الثلاثاء من اجتماع لمجلس إدارة المدرسة اتهمها فيه العشرات من السكان بالنفاق، وصوّت زملاؤها لمطالبتها بالاستقالة.
كيف تأثر الحزب الجمهوري؟
وبغض النظر عما يحدث، تقول المحللة السياسية سوزان ماكمانوس إن سمعة الحزب الجمهوري في فلوريدا قد تعرضت لضربة.
وقالت أستاذ للعلوم السياسية المتقاعدة بجامعة جنوب فلوريدا: «من الصعب جدًا عليك تقديم الحجة القائلة بأن كل ما يهمك هو القيم العائلية التقليدية عندما يكون هناك هذا النوع من الاتهامات الجنسية. وعلى الرغم من أنك بريء حتى تثبت إدانتك، إلا أن الاعتراف بالمشاركة في مجموعة ثلاثية كان جل ما يحتاج الكثير من الناس إلى سماعه».
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز