إنفاق هانتر بايدن.. ذخيرة جديدة لأسلحة الجمهوريين
لا يزال هانتر، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، محط انتقادات وسائل الإعلام الأمريكية التي نشرت رسائل بريد لزوجته تعبر عن غضبها تجاهه.
في إحدى الرسائل التي ورد ذكرها في الحاسب المحمول لهانتر بايدن، أبدت زوجته كاثلين بوهلي في رسالة بريد إلكتروني عام 2017 غضبها الشديد من إنفاقه غير المسؤول.
وأشارت كاثلين في رسالتها إلى أن هانتر أنفق 122 ألف دولار في شهرين - وفي الوقت نفسه خفض المدفوعات الشهرية لزوجته وبناتهما الثلاث من 17 ألف دولار إلى 1700 دولار.
وقالت له في الرسالة "مجرد النظر إلى إنفاقك يكفي لإثارة اشمئزاز أي قاضٍ".
وبعد ثلاثة أيام قدمت طلبًا للمحكمة، اتهمت فيه هانتر بأنه "نادرًا" ما كان ينفق على عائلته، في الوقت الذي كان ينفق فيه مئات الآلاف من الدولارات على الكحول ونوادي التعري والهدايا للنساء الأخريات والسفر - وأحيانًا حجز عدة غرف فندقية في الليلة نفسها.
هذه الادعاءات التي أوردتها كاثلين في دعواها ضد هانتر كشف الادعاء الفيدرالي عن صحتها.
وزعم الادعاء أن نجل بايدن أنفق نحو 5 ملايين دولار (4907813 دولارا) في أربع سنوات، بينها 683212 دولارا على النساء و188960 دولارًا على نوادي التعري.
وخلال زيارته لنيويورك أنفق 30 ألف دولار على بدلات من العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة برونيلو كوتشينيلي، و14 ألف دولار لشراء ملابس أخرى.
وفي مايو/ أيار 2019، اشتكى في عدة رسائل نصية إلى راقصات التعري في نادي يرتاده الأثرياء، حيث كان يتردد بشكل منتظم، من أن امرأة غادرت بسترة غوتشي يملكها قيمتها 8500 دولار، وأنه يريد استعادتها.
مصائب هانتر بايدن لم تقف عند هذا الحد، بل إن نجل الرئيس الأمريكي يواجه اتهامات بالتهرب الضريبي ما قد يؤدي إلى سجنه لمدة تصل إلى 17 عاما حال إدانته.
وقال المدعي الخاص المسؤول عن التحقيق إن هانتر، البالغ من العمر 53 عاما، "أنفق ملايين الدولارات على أسلوب حياة مترفة بدلاً من دفع ما لا يقل عن 1.4 مليون دولار خلال إقراراته الضريبية الفيدرالية" المستحقة للفترة من عام 2016 إلى عام 2019.
وتقول أوراق القضية إن هانتر أنفق "أكثر من 1.8 مليون دولار، بينها نحو 772 ألف دولار في صورة سحب نقدي، وحوالي 383 ألف دولار على شكل دفعات للنساء، وحوالي 151 ألف دولار لشراء الملابس والإكسسوارات" إلى جانب نفقات أخرى، لكنه لم يستخدم المدعى عليه أيًا من هذه الأموال لدفع ضرائبه في عام 2018".
وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب انهيار اتفاق الإقرار بالذنب في يوليو/تموز الماضي، والذي كان من شأنه أن يبقي هانتر خارج السجن، والذي أدى إلى توجيه ثلاث تهم اتحادية بشأن الأسلحة النارية تتعلق بشرائه مسدسًا قبل خمس سنوات بشكل غير قانوني عندما كان يدمن المخدرات.
وفي حال إدانته، سيعاقب على اثنتين من هذه التهم بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وسيعاقب على الثالثة بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.
موقف بايدن
وآثر بايدن التزام الصمت حيال المصاعب القضائية المتزايدة التي يواجهها نجله هانتر، بعد توجيه تهم جديدة له بالتهرب الضريبي على رغم أسلوب حياته الباذخ والانفاق على تعاطي المخدرات.
ولطالما دافع بايدن (81 عاما) عن نجله البالغ 53 عاما، على رغم أن الحزمة الجديدة من التهم الموجّهة الى هانتر تشكّل إحراجا إضافيا للرئيس الديموقراطي الذي يأمل الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض عام 2024.
وفي حين رأى هانتر في تصريحات بثت الجمعة أن الجمهوريين يشنّون حملة تهدف الى "قتلي" والقضاء على الإدارة الديموقراطية في واشنطن، التزم والده في اليوم ذاته الصمت حيال التهم.
وعندما سئل لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها في رحلة إلى نيفادا وكاليفورنيا إن كان يعتقد أن ابنه بريء، اكتفى بايدن بالتلويح بيده للمراسلين من دون الإجابة على السؤال.
وكرّر بايدن الأمر ذاته قبيل صعوده على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" التي نقلته الى مدينة لاس فيغاس حيث أعلن أن أول قطار فائق السرعة في البلاد سيتم تدشينه عام 2028.
ويأمل بايدن من خلال ذلك، في إقناع الناخبين المترددين بصوابية خططه الاقتصادية خصوصا لجهة المشاريع الكبرى المرتبطة بالبنى التحتية.
في مقابل صمته الشخصي، لم يخفِ البيت الأبيض موقف جو بايدن حيال هانتر.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارين جان-بيار للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الجمعة "سبق للرئيس أن قال ذلك، وسيستمر في قوله، هو يحب ابنه ويدعمه في محاولته المتواصلة لإعادة بناء حياته".
وشددت على أنه "فخور بنجله".
وفي ظل تخلفه عن ترامب في استطلاعات الرأي وانشغاله بالحربين في غزة وأوكرانيا، تأتي التهم الجديدة الموجهة إلى هانتر، لتوفّر لخصوم بايدن ذخيرة إضافية للتصويب عليه.
ويشكّل التهرب الضريبي مسألة حساسة بالنسبة لبايدن الذي يشكو دائما من عدم دفع الأثرياء ما يكفي من الضرائب.
وفي حديث إذاعي تمّ تسجيله قبل التهم الجديدة وبثّ الجمعة، اعتبر هانتر بايدن أنه يتعرض لمضايقات من يمينيين في الولايات المتحدة يريدون الدفع به مجددا إلى إدمان المخدرات.
وقال إنهم "يحاولون تدمير رئاسة. والأمر لا يتعلق بي.. هم يحاولون قتلي لأنهم يدركون أن ذلك سيسبّب لوالدي ألماً يفوق طاقته على التحمل".
وهانتر محامٍ درس في جامعتي جورجتاون ويال المرموقتين وانتقل لاحقا الى عالم الفن. لكنه عانى من الإفراط في شرب الكحول وإدمان الكوكايين.