لماذا تحتفل الكنيسة المصرية يوم 7 يناير بعيد الميلاد المجيد؟
25 ديسمبر/ كانون الأول أم 7 يناير/ كانون الثاني.. هو الموعد الصحيح للاحتفال بمولد السيد المسيح؟
25 ديسمبر/ كانون الأول أم 7 يناير/ كانون الثاني.. هو الموعد الصحيح للاحتفال بمولد السيد المسيح؟
يتكرر هذا السؤال من كل عام عندما تبدأ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في كنائس الغرب وتحديداً لدى الكنيسة الكاثوليكية، والإنجيليين الغربيين يوم الـ25 من ديسمبر/ كانون الأول، بينما تحتفل الكنيسة المصرية ومسيحو الشرق والإنجيليون الشرقيون يوم الـ7 من يناير/ كانون الثاني بعيد الميلاد.
وترصد بوابة "العين" الإخبارية سبب الاختلاف في موعد الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والكنيسة الغربية.
اختلاف بالتقويم.. خلاف عقائدي
ويصبح الأساس في الاحتفال بمولد السيد المسيح، هو اليوم المناسب والذي يتوافق مع تاريخ 29 كيهك، اليوم المضبوط والمحدد وفقاً لرسائل تلاميذ السيد المسيح، والذي يتوافق مع 25 ديسمبر/ كانون الأول للتقويم التى تسير عليه الكنيسة الكاثوليكية ومسيحو الغرب، ويتوافق مع 7 يناير للتقويم القبطي للكنيسة المصرية الأرثوذكسية ومسيحي الشرق.
فالاختلاف في احتفالات عيد الميلاد هي اختلافات في التقويم والحسابات الفلكية، ولا يرتبط بأي خلاف بالعقيدة المسيحية، خاصة أن مولد المسيح أصبح هو نفس البداية للسير على التقويم الميلادي، ليعتمد المسيحيون وقتها على التقويم الميلادي بدلاً من التقويم الروماني بدءاً من عام 532 ميلادياً.
مجمع نيقية
قديماً.. حدد مجمع "نيقية" عام 325 ميلادياً، يوم 29 كيهك وفقاً للتقويم القبطي، اليوم المحدد لاحتفال المسيحيين بالعالم بمولد السيد المسيح، وذلك بعد حسابات فلكية وعلمية أثبتت أن يوم 29 كيهك في التقويم القبطي يوافق يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام وفقاً للتقويم الميلادي، نظراً أن الحسابات الفلكية أكدت أن هذا اليوم هو الأطول ليلًا والأقصر نهارًا، وذلك يتوافق مع ما جاء في كتابات تلاميذ السيد المسيح، بأن اليوم الـ25 من الشهر التاسع بالتقويم العبري هو نفس اليوم الـ29 من الشهر الرابع بالتقويم القبطي.
ليستقر احتفال مسيحي العالم جمعياً بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، ولكن حدث الاختلاف في مواعيد الاحتفال، ليس لسبب عقائدي، ولكن الاختلاف جاء بناء على الاختلاف في التقويم.
حسابات فلكية جديدة
وفي عهد البابا جريجوري بابا روما وقتها، رصد العلماء أن يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول، اليوم المحدد للاحتفال، ليس هو اليوم المناسب حيث لا يقع في أطول ليل وأقصر نهار كما كان يعتقد العلماء من قبل، بل وجدوا أن هناك فرقاً في عدد الأيام، وقدرته وقتها بحوالي 10 أيام، وحتى يصبح يوم 25 ديسمبر هو مناسب للاحتفال ويقع في أقصر نهار وأطول ليل، وجد علماء الفلك بعد البحث أن السببب وراء هذا أخطاء في حسابات فلكية حيث ظل هناك اعتقاد سائد أن كوكب الأرض يكمل دورته حول الشمس 365 يوماً و6 ساعات، بل ظهر فكر آخر بأن الأرض تكمل دورتها حول الشمس كل 375 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، وتم رصد ملاحظة أن الفارق 11 دقيقة و14 ثانية.
وطول الفترة منذ انعقاد مجمعة نيقة لتحديد موعد الاحتفال، وحتى عام 1582، أصبح الفارق 10 أيام في الاحتفال، ليقرر بابا روما وقتها بحذف 10 أيام من التقويم الميلادي، حتى يتوافق يوم 25 ديسمبر في اليوم الأطوال ليلاً والأقصر نهاراً.
التقويم الغوريغوري
بينما في عهد البابا غريغوريوس، تم وضع حسابات فلكية تضمن حدوث ليلة 25 ديسمبر في الموعد الفلكي السليم للاحتفال بمولد المسيح، ومع مرور السنوات يتم حذف 3 أيام كل 400 سنة، حتى لا يحدث فرق في الأيام المحددة بالدقائق والثواني مع حركة دوران الأرض حول الشمس، لتطبق جميع الدول الأوروبية وقتها هذه القاعدة الفلكية والحسابات العلمية، لتعديل الفارق بين الأيام التي وصلت إلى 13 يوماً، ليطلق وقتها على هذه التعديلات بـ التقويم الغوريغوري وفقاً للبابا غوريغوريوس، الذي وقع في عهده التعديل بالتقويم الميلادي.
التقويم القبطي
بينما حدثت هذه التعديلات في التقويم الميلادي والتقويم الغوريغوري، لم تطبق الكنيسة المصرية ومسيحي الشرق هذه التعديلات والحسابات الفلكية، وقسم وقتها المصريون السنة 365 يوماً إلى 12 شهراً، وكل شهر 30 يوماً، لتفقد السنة كل 400 عام 11 دقيقة و14 ثانية، وفي الوقت نفسه لم يطبق المصريون تعديلات التقويم الغوريغوري، لتصبح سنوات 1700- 1800- 1900 هي سنوات أطول "كبيسة" لدي الشرقيين، وأقصر "بسيطة" لدي الغربيين، ومع مرور الوقت أصبح يوم 29 كيهك اليوم الذي يصادف 25 ديسمبر في الغرب، يصادف يوم 5 يناير، بعدها 6 يناير، ثم 7 يناير، ليصبح الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لدى الكنيسة المصرية والشرقيين يوم 7 يناير. ليعتقد بعض العلماء مع تضاعف السنوات ووصولاً لعام 2100 ميلادياً، يتصادف 29 كيهك بـ يوم 8 يناير/ كانون الثاني.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg
جزيرة ام اند امز