الكريسماس في جوبا.. حلوى وملابس جديدة وآمال بالسلام
مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ملأت شوارع جوبا وسط فرح المواطنين الذين يشعرون بأن الأوضاع عادت إلى طبيعتها في جنوب السودان
يستقبل مواطنو جنوب السودان احتفالات أعياد الميلاد بمشاعر مليئة بالتفاؤل ودعوات السلام، وتزينت جوبا بحلة زاهية وغطت مظاهر الاحتفال شوارعها وسط حالة من الصخب، فالكل يلهج بدعوات تحقيق السلام خصوصا مع تزامن انعقاد مفاوضات السلام بين فرقاء جوبا والخرطوم.
ترانيم المحبة
في أسواق جوبا، يمكنك أن ترى الأطفال يتراقصون ممسكين بملابسهم الجديدة، وفي الأحياء يتجول مواطنون يوزعون الحلوى ويتراقصون مع أعضاء الفرق الشعبية، مرددين ترانيم السلام والمحبة كأنها اختيرت بعناية لتتوافق مع الظروف التي يمر بها جنوب السودان.
تقول أبوك شول لـ"العين الإخبارية" إنها في الأعياد الماضية، غادرت هي وأسرتها وغيرها جوبا إلى أوغندا وكينيا والسودان خوفا من تجدد الاشتباكات المسلحة، لكن الآن لديها إحساس بأن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، وأن كل شيء تحت السيطرة.
في جوبا، لن تجد الجميع سعيدا بالقدر نفسه، فهناك من حالت الظروف دون اجتماعهم مع أسرهم، مثل كرستي، إذ فرقت المسافات بين أفراد أسرتها لتصبغ العيد بلون حزين.
وتقول كرستي لـ"العين الإخبارية" إنها لا تشعر بالسعادة لأن أسرتها في منطقة واو، تبعد نحو 1700 كلم من العاصمة جوبا، مضيفة أن ظروف العمل حالت دون اجتماعهم، مضيفة: "أشعر بالحزن".
الاستعداد للكريسماس
وعلى أعتاب محال الكوافير في جوبا تحتشد الفتيات في انتظار أدوارهن، لوضع اللمسات الجمالية على شعورهن وأظافرهن، بينما يقتصر وضع الحنة على المتزوجات.
ومع اقتراب أعياد الكريسماس شهدت أسواق عاصمة جنوب السودان حركة دؤوبة رغم ارتفاع الأسعار، فالكل يستعد لاحتفالات عيد الميلاد رغم الشكوى من جنون الأسعار.
تقول جويس أمين لـ"العين الإخبارية": "المعتاد أن الاستعدادات تبدأ منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول بشراء الملابس الجديدة وكل مستلزمات الأسرة".
وأضافت: "لكن الآن نعاني من ارتفاع جنوني في الأسعار، ما يهدد فرحتنا، إذ باتت للاحتفال كلفة باهظة خاصة مع قرب الأعياد".