الثلوج تربك أسواق عيد الميلاد.. إنفاق حذر وتحديات غير مسبوقة للتجار
في ظل موسم الأعياد، تتحول الشوارع والساحات في فرنسا إلى أسواق مكتظة بالمنتجات والهدايا، إلا أن هذا العام شهد تحديات غير مسبوقة للتجار، بفعل الطقس القاسي وتراجع إنفاق المستهلكين.
وبين برودة الطقس وتساقط الثلوج الكثيفة، يسعى التجار والمستهلكون، على حد سواء، إلى تحقيق تجربة شراء مثمرة، سواء في فرنسا أو كندا، وهو ما يبرز التباين الكبير بين المدن والمناطق في ردود الفعل ومستويات التفاعل مع الأسواق.
ويعزى تراجع أسواق عيد الميلاد إلى الأحوال الجوية السيئة خلال الأيام التي تشهد عادة إقبالا كبيرا، إضافة إلى اتجاه الفرنسيين نحو تقليل الإنفاق. ومع ذلك، لا تزال تخفيضات ما بعد عيد الميلاد تجذب المستهلكين رغم سوء الأحوال الجوية، بحسب ما أفادت به محطة «بي.إف.إم» التلفزيونية الفرنسية.
وفي بعض المدن الكندية، لم تمنع الثلوج الغزيرة والطقس الشتوي القارس المستهلكين من التوافد على تخفيضات ما بعد عيد الميلاد. ففي مونتريال، اصطف الزبائن أمام متاجر مركز إيتون في قلب المدينة، مفضلين تجربة التسوق الفعلية على التسوق الإلكتروني.
وقالت إحدى المتسوقات، إلويس، إن التسوق الجماعي كان سببًا رئيسيًا لتحمل البرد، موضحة: «يمكنك القيام ببعض الأشياء قبل وبعد التسوق، وهذا يجعل اليوم أكثر متعة»، بحسب موقع «نوفو إنفو» الكندي.
وفي أونتاريو، كانت معظم المناطق تحت تحذيرات جوية بسبب الثلوج والأمطار المتجمدة، مع توقع تساقط نحو 15 سنتيمترًا من الثلوج في بعض المناطق.
ورغم ذلك، لم يمنع هذا كورنيل فيسيك من البحث عن حذاء جديد في مركز إيتون بمدينة تورونتو، مستمتعًا بالأجواء الخاصة التي يوفرها اليوم التالي لعيد الميلاد مقارنة بالتسوق عبر الإنترنت.
كما حضر جافين جيلسبي إلى متجر «أديداس» في المركز نفسه مستفيدًا من خصم بلغ 50%، معتبرًا أن هذه التخفيضات تمثل فرصة جيدة في ظل ارتفاع الأسعار الناتج عن التضخم. وقال: «ليس لأنني أشك في الإنترنت، لكن التجربة الفعلية تسمح لي بتجربة المنتج وأخذه إلى المنزل فورًا».
وعلى النقيض، بدت مدينة هاليفاكس هادئة تمامًا، حيث أُغلقت معظم المتاجر بموجب قوانين المقاطعة التي تمنع فتح المحال التجارية في اليوم التالي لعيد الميلاد، باستثناء المتاجر الأساسية مثل الصيدليات.
وفي فرنسا، تشير دراسة أجرتها مؤسسة «إبسوس» إلى أن نصف الفرنسيين ينفقون ما بين 20 و50 يورو سنويًا في أسواق عيد الميلاد، بينما يحرص 35% منهم على زيارتها كل عام.
ومع ارتفاع تكاليف المواقع، إذ يدفع التجار آلاف اليوروهات مقابل بضعة أسابيع من المشاركة، يظل التساؤل قائمًا حول مدى تحقيق هذه الأسواق للأهداف المرجوة.
وتبيع روزماري ويانيك، وهما صانعتا مجوهرات وسيراميك من بلوفراغان قرب سان بريوك، منتجاتهما في أسواق بريست وفانيس، حيث تمثل هذه الأسواق نحو ثلث إيراداتهما السنوية. وتقول روزماري: «الوضع جيد، فبفضل التواجد اليومي وساعات العمل الطويلة نتمكن من تحقيق دخل مستقر. الناس يقدّرون أن كل شيء مصنوع يدويًا، وبعض الشباب يلاحظون جودة المنتجات».
ورغم أهمية هذه الفترة، يشير التجار إلى أن الطقس السيئ قد يضر بالمبيعات اليومية، إلا أن الحضور الجماهيري المتواصل خلال موسم الأعياد يجعل المشاركة في هذه الأسواق تجربة مجزية، على الرغم من التحديات.
وبينما تظل أسواق عيد الميلاد فرصة ذهبية للتجار والمستهلكين، فإن النجاح فيها يعتمد على عدة عوامل، أبرزها الطقس وأسعار السلع وإقبال الجمهور. كما يحقق التجار الذين يركزون على الجودة والحرفية استفادة أكبر، في حين تواجه المناطق ذات الطقس القاسي أو القيود القانونية تحديات إضافية في جذب الزبائن وتحقيق الأهداف المالية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز