وداعا لجروح السكري المزمنة.. علاج تجريبي ينهي الالتهاب من المصدر

في إنجاز علمي واعد، توصل باحثون لتطوير مركب دوائي تجريبي قادر على وقف مضاعفات مرض السكري من جذورها.

• إنسولين أسبوعي جديد يثبت فاعليته في ضبط السكري من النوع الثاني

ويعطل المركب الجديد الذي تم الإعلان عنه في دورية "سيل كيميكال بيولوجي "، مسار خلوي رئيسي يُعد المحرك الأساسي للالتهابات المزمنة وضعف التئام الجروح لدى مرضى السكري، بما قد يمهد لعلاج ثوري يستهدف جذور المرض وليس فقط أعراضه.

ويحمل المركب الدوائي اسم " RAGE406R"، ونجح في إيقاف سلسلة تفاعلات خلوية تؤدي إلى التهاب مزمن يساهم في أغلب مضاعفات السكري لدى الأنواع كليهما، الأول والثاني.

وقال البروفيسور ألكسندر شيختمن، الباحث الرئيس المشارك من جامعة ألباني بأمريكا "العلاجات الحالية تبطئ تقدم السكري، لكنها لا تهاجم الالتهاب الكامن الذي يُعد السبب الحقيقي للمضاعفات، نتائجنا تفتح الباب أمام جيل جديد من علاجات السكري التي تستهدف أصل المشكلة".

ويعيش الملايين حول العالم مع مرض السكري، بينما لا توجد حتى الآن أدوية مخصصة لعلاج الالتهاب المزمن الناجم عن تراكم جزيئات ضارة تفعل مستقبلاً خلوياً يسمى RAGE، ما يُطلق سلسلة التهابات داخل الخلايا عبر بروتين يسمى " DIAPH1".

ولتعطيل هذا المسار، تمكن الفريق من تصميم جزيء يرتبط بالمنطقة التي ترتبط بها هذه البروتينات عادة، فيمنع تشغيل زر الالتهاب داخل الخلية. وأوضحت الباحثة المشاركة باراستو نازاريان أنها اختبرت أكثر من 100 مركب لتحديد الشكل الجزيئي الأكثر قدرة على تعطيل هذا المسار الالتهابي.

وكانت نتائج الاختبارات مشجعة؛ إذ تمكن الدواء من:

أولا: خفض مؤشرات الالتهاب في خلايا بشرية مأخوذة من مرضى سكري النوع الأول

ثانيا: تسريع التئام الجروح وتقليل الالتهاب في فئران مصابة بالسكري من النوع الثاني

وقالت الدكتورة آن ماري شميت من كلية طب جامعة نيويورك: "لأول مرة نرى مركبا قادرا على كبح مضاعفات السكري من المنبع، لا عبر خفض السكر فحسب".

ويخطط الفريق للانتقال إلى مرحلة تجارب سريرية مستقبلية بالتعاون مع فرق طبية، على أمل أن يصل هذا الدواء إلى المرضى قريبا ليغلق فجوة كبيرة في علاج مرض يصيب ملايين حول العالم.