التدخين في الدراما والأفلام يؤثر سلبيا على الأطفال
في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، خبيرة صحة نفسية تؤكد ضرورة زيادة الوعي المجتمعي بخطورة التدخين.
قالت المستشار التربوي وخبيرة الصحة النفسية نبيلة سامي إن استخدام التدخين في المسلسلات والأفلام يؤثر تأثيرا سلبيا على النشء والمجتمع، فعندما يشاهد الأطفال هذه الظاهرة في الوسائل الإعلامية يتعلم خطأ أن التدخين عادة عادية، كما يقلد الأطفال الفنانين عند رؤيتهم يدخنون السجائر.
وأشارت الدكتورة سامي لـ"العين الإخبارية"، إلى أهمية أن تهتم الجهات الرقابية بهذه المسألة، وأن استخدام التدخين في المسلسلات والأفلام وسيلة سيئة للغاية لنشر التدخين.
وأكدت "سامي" أهمية زيادة الوعي المجتمعي بخطورة التدخين، فهذا الوعي يشكل أهمية أكبر من مجرد فرض القوانين المناهضة للترويج للتدخين، مشيرة إلى أهمية دور الإعلام والأسرة والتعليم والمؤسسات الدينية في نشر الوعي المجتمعي والتعاون مع القوانين لمنع انتشار التدخين.
ويحتفي العالم في 31 مايو/أيار من كل عام باليوم العالمي للإقلاع عن التبغ، وتفرض اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ على الأطراف الموقعة إقرارهم بأن فرض حظر شامل على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته يحد من استهلاك منتجات التبغ.
كما توجب الاتفاقية على الموقعين أن يفرض كل طرف وفقا لدستوره حظرا شاملا على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، أما الأطراف التي لا تستطيع فرض حظر شامل بسبب دستورها عليها فرض قيودا على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته.
ولكن الواقع يختلف كثيرا عن الاتفاقيات الموقعة، فعلى الرغم من توقيع عدد ضخم من الدول بما في ذلك الاتحاد الأوروبي على الاتفاقية فإن الأفلام والمسلسلات تحتوي على الكثير من المشاهد التي يظهر فيها استخدام الفنانين والفنانات للسجائر بشكل واسع النطاق.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت الحكومات من قبل إلى تصنيف الأفلام التي تتضمن مشاهد لتعاطي التبغ في محاولة لمنع شروع الأطفال والمراهقين في تدخين السجائر وتعاطي سائر أشكال التبغ.
وقال تقرير للمنظمة بعنوان "تقرير المنظمة عن الأفلام الخالية من الدخان – من البينات إلى الإجراءات"، إن الأفلام التي تُظهر منتجات التبغ قد أغرت الملايين من الشباب في مختلف أنحاء العالم على الشروع في التدخين.
وتوصل باحثون ألمان في إحدى الدراسات إلى أن مشاهد الأفلام التي يظهر فيها الممثلون، وهم يدخنون السجائر، تؤثر في الشباب الذين يتابعون هذه الأفلام ما يزيد احتمال تحول هؤلاء إلى مدخنين.
ووفقا لتقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة عام 2014، أدّى التعرض لمشاهد التدخين في الأفلام، في الولايات المتحدة وحدها، إلى حشد أكثر من 6 ملايين مدخن شاب جديد من بين الأطفال الأمريكيين في عام 2014.
ويوصي تقرير المنظمة بفرض تصنيف تبعا للسن على الأفلام التي تحتوي على مشاهد تبغ من أجل الحد من التعرض العام للشباب لمشاهد التبغ في الأفلام، فضلا عن الإقرار في مقدمة الفيلم بأن مُنتج الفيلم لم يتلق أي شيء ذي قيمة من أي شخص مقابل استخدام منتجات التبغ أو عرضها في الفيلم.
كما يوصي أيضًا بوضع حد لعرض علامات التبغ التجارية في الأفلام، إلى جانب فرض عرض إعلانات قوية مناهضة للتدخين قبل الأفلام المتضمنة مشاهد تبغ في جميع قنوات التوزيع، فضلا عن أن يكون إنتاج وسائط الإعلام التي تروج للتدخين غير مؤهلة للحصول على دعم من الأموال العامة.