الصحة العالمية: التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا
3.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالتبغ تنجم عن أمراض الرئة، مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسل
قالت منظمة الصحة العالمية إن إدمان تعاطي التبغ يحصد حياة نحو 8 ملايين شخص سنويا حول العالم، داعية حكومات العالم إلى اتخاذ إجراءات أسرع لمعالجة مشكلة التدخين والتكاليف الصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية الهائلة التي يتسبب فيها.
جاء الإعلان عن هذه الإحصائية استعدادا للاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ الموافق ليوم 31 مايو/أيار المقبل.
وأكد الدكتور فيناياك براساد من إدارة الوقاية من الأمراض غير السارية بالمنظمة مخاطر الأضرار التي يسببها التبغ لرئتي المدخنين وغير المدخنين على حد سواء، إذ تقع 3.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالتبغ ناجمة عن أمراض الرئة، مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسل، بما يفوق 40% من مجموع الحالات.
وفي تصريح للصحفيين بجنيف، أوضح الدكتور براساد: "من بين 3.3 مليون شخص، هناك نحو نصف مليون ممن يتعرضون للتدخين غير المباشر ويموتون منه. بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، يموت 60 ألف طفل كل عام بسبب التدخين السلبي".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن مئات السموم الموجودة في التدخين تبدأ في إتلاف الرئتين، لأنه عندما يتم استنشاق الدخان تتوقف التقنيات التي تنقي الهواء الذي نستنشقه من المخاط والأوساخ، ما يسمح للسموم الموجودة في دخان التبغ بالوصول إلى الرئتين بسهولة أكبر.
وأشارت إلى أن ذلك يؤدي إلى تقلص وظائف الرئة وضيق التنفس، بسبب تضخم الشعب الهوائية وتراكم المخاط، مضيفة أن هذه الأعراض الأولية هي "مجرد جزء من الضرر" الذي يحدثه التبغ للرئتين.
وعلى الرغم من أن تعاطي التبغ قد انخفض عالميا في العقود الأخيرة من 27% عام 2000، إلى 20% عام 2016، أصرت الوكالة الأممية المعنية بالصحة على أن الحكومات "متأخرة" في الوفاء بالتزاماتها تجاه الحد من استخدام التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025. ولمواجهة ذلك، دعت إلى التنفيذ السريع لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التي تقدم المشورة العملية حول كيفية تنفيذ تدابير مكافحة التبغ لتغطي جميع القطاعات الحكومية.
وتبرز الاتفاقية الحاجة إلى مزيد من استراتيجيات التوعية العامة، مثل إنشاء أماكن عامة داخلية وأماكن العمل ووسائل النقل العام، بحيث تكون خالية من التدخين، إلى جانب حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ بشكل كبير، بالإضافة إلى تثبيت تحذيرات صحية مصورة وكبيرة الحجم على جميع عبوات التبغ.
وبالتوازي مع هذه الأنشطة، كررت منظمة الصحة العالمية نصيحتها بأنه "لم يفت الأوان بعد للإقلاع عن التدخين، حيث تتحسن وظائف الرئة في غضون أسبوعين من التوقف عن استهلاك التبغ".
وقالت منظمة الصحة العالمية إن "الإقلاع عن استخدام التبغ له القدرة على عكس بعض الأضرار التي لحقت بالرئتين، وليس كلها. ولذا فالإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن ضروري لمنع ظهور أمراض الرئة المزمنة، وهو أمر لا رجعة فيه بمجرد تطوره".
ومن أجل مساعدة الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، أوصت المنظمة كذلك بتنفيذ خدمة مجانية للإقلاع عن طريق الهاتف توفر الاستشارة السلوكية للمتصلين، ما يساعد في زيادة معدلات الإقلاع بنسبة 4%، وقد أثبتت تطبيقات الهواتف المحمولة للأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين نجاحها أيضا.
وتشير المنظمة إلى أن هذه البرامج تساعد مستخدمي التبغ على الإقلاع عن التدخين وتتسم بالكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، مستدلة بما حققته هذه البرامج في الهند، حيث بلغ معدل الإقلاع عن التدخين 19% بعد 4 إلى 6 أشهر، مقارنة بمعدل الإقلاع الأساسي الذي يبلغ 5%.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg
جزيرة ام اند امز