سيجار نيكاراجوا.. مؤسسات عائلية خلف الصدارة العالمية
آلاف العاملين في هذه المصانع يتقاضون من 315 إلى 350 دولاراً في الشهر، مع بدل نقل ودور حضانة ومدارس للأطفال
ينتشر في مدينة إستيلي نحو 50 مصنعاً صغيراً وكبيراً للسيجار، ما أسهم في جعل نيكاراجوا عام 2018 أكبر مصدر للسيجار في العالم، متقدمة على جمهورية الدومينيكان مع صادرات فاقت قيمتها 255 مليون دولار.
ويعود الجزء الأكبر من هذا النجاح الذي تحقق في أقل من نصف قرن، إلى تصميم بعض الآباء المؤسسين وعملهم الدؤوب، وقد تسلم أبناؤهم وبناتهم الدفة الآن.
وقال خورخي بادرون، خلال مهرجان السيجار في نيكارجوا، الذي أقيم خلال الفترة من 21 يناير/كانون الثاني إلى 25 منه: "إنها مؤسسة عائلية.. أنا أديرها رسمياً، لكننا أشقاء وأبناء عم نتولى المسؤوليات عند مستويات مختلفة".
وأضاف: "نعمل في هذه المؤسسة منذ كنا أطفالاً، وقد سهل ذلك كثيرا من الأمور لضمان الاستمرارية بعد وفاة والدي في ديسمبر/كانون الأول 2017".
وفي مصنع "ماي فاذر سيجارز" (سيجار والدي) تتكرر القصة ذاتها، وتقول جاني جارسيا بلهجة قاطعة: "نحن عائلة ولا مناصب في الشركة".
في إيستيلي، تشكل القصص العائلية هذه سلاحاً تسويقياً. فقليلة هي المصانع التي لا تتغنى بوالد أو جد مؤسس متخيل أكثر منه واقعيا.
وتمرر قيم التضامن العائلي إلى العاملين في المؤسسة أيضاً، الذين ينبغي المحافظة على ولائهم، وغالباً ما يشدد أصحاب المصانع على أنهم يهتمون جداً بالعاملين لديهم.
ويتقاضى آلاف العاملين في هذه المصانع من 315 إلى 350 دولاراً في الشهر، مع بدل نقل ودور حضانة ومدارس للأطفال، فضلاً عن مقاصف للطعام، وحتى عيادات طبية.
وباتت إيستيلي تعج بالحركة بعد "حمى الذهب الأسمر" أي السيجار الذي جعل عدد سكانها ينتقل من 135 ألف نسمة في 2002 إلى 230 ألفاً راهناً.