السينما في البحرين.. تاريخ بدأ بـ30 مقعدا
رئيس نادي البحرين للسينما يعلن إقامة أول دورة لمهرجان البحرين السينمائي في مارس/آذار 2020، لفتح نوافذ إبداعية في مجال إنتاج الأفلام.
قطعت دولة البحرين شوطا كبيرا في سبيل التنمية وتحقيق الرخاء والاستقرار، وأدرك صناع القرار فيها أنه لا سبيل للنهضة الكاملة دون الاهتمام بكل روافد الفن والإبداع؛ لذا اهتموا بالسينما والتلفزيون، وخلقوا مناخا يستوعب أفكار المبدعين التي تسهم في البناء والتنمية.
في ذكرى الاحتفال بالعيد الوطني لدولة البحرين الذي يوافق 16 ديسمبر/كانون الأول من كل عام تلقي "العين الإخبارية" الضوء على بداية السينما في البحرين، وكيف انتصر البحرينيون على تحديات صعبة وقدموا للعالم أفلاما تحترم عادات وأعراف العرب وتعزز القيم البناءة.
أول دار عرض سينمائي
في عام 1922 تم إنشاء أول دار عرض سينمائي في البحرين لتستوعب 30 كرسيا فقط، ورغم أنها كانت أشبه بكوخ لكنها كانت نواة حقيقية لصناعة السينما في البحرين.
وبمرور الأيام والسنوات زاد شغف أهالي البحرين بمشاهدة الأفلام وولدت تطلعات كبيرة وظهر جيل محب للفن ومؤمن بقدرته على التغيير والتأثير، وأسهم انتعاش الدولة اقتصاديا مطلع الثلاثينيات في نهضة تعليمية وحركة ثقافية جادة، حيث تحمس الأهالي في هذه المرحلة لإنشاء المكتبات والسينمات.
وفي عام 1937 قام مجموعة من الشباب الواعي بإنشاء سينما في المنامة حملت اسم"مرسح البحرين" وتغير اسمها إلى "الوطنية" بعد ذلك، وعرضت في افتتاحها فيلم "وداد" بطولة المطربة المصرية الكبيرة أم كلثوم، وذاعت شهرة السينما فى كل أنحاء البحرين بسبب ما تعرضه من أفلام ذات جماهيرية كبيرة وفي عام 1939 زارها الملك عبدالعزيز آل سعود.
ودفع الإقبال على مشاهدة الأفلام القائمين على الدولة إلى إنشاء 7 سينمات جديدة في المنامة وهي "الوطنية، الأهلي، اللؤلؤ، أوال، المحرق، العوالي"، وفي الخمسينيات والستينيات ظهرت دور العرض المتنقلة والتي تمت الاستعانة بها لعرض الأفلام التثقيفية في القرى والأندية.
الإنتاج السينمائي
أسهمت كثرة عدد السينمات والأفلام المتنوعة التي تعرضها من أمريكا وأوروبا ومصر، في إفراز جيل من الشباب العاشق للسينما والمحب لتقديم أعمال تعكس الواقع في البحرين؛ لذا ظهرت أفلام قصيرة في الفترة من 1965 إلى 1971 وتحمس لها المخرج الموهوب خليفة شاهين من أبرزها "حمد والقراصنة" من إنتاج شركة والت ديزني وتم عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية، ويحكي جزءا من تاريخ وتراث البحرين.
ولم يهدأ حماس خليفة شاهين؛ إذ قام بتأسيس مؤسسة الصقر للتصوير، وعن طريقها أنتج العديد من الأفلام التسجيلية منها "ناس في الأفق، صورة من الجزيرة".
وظهر أيضا الثنائي مجيد شمس وعلي عباس وقدما عددا من الأفلام القصيرة والتسجيلية المهمة عام 1979 منها "انتقام، الغريب، ذكريات"، وفي تلك المرحلة لمع اسم الفنان الموهوب "بسام الذوادي" والذي تحمس للإنتاج السينمائي وقدم أفلاما مهمة منها "الأخوين" إنتاج 1977، "القناع" 1981، "ملائكة الأرض" 1983، "الحاجز" وهو أول فيلم روائي طويل في عام 1990.
وفي السنوات الأخيرة كثرت شركات وجهات الإنتاج داخل البحرين وظهرت أفلام مهمة ومؤثرة منها "زهور تحترق، غبار، أنين السواحل، تحت السماء، الشجرة النائمة" للمخرج محمد راشد بوعلي.
ولمعت أسماء مخرجين كبار ولديهم رؤية فنية مثل محمد جناحي ومحمد القصاب وعبدالله رشدان وحسين الحليبي وعائشة المقلة وريم فريد، كما أعلن نادر المسقطي، رئيس نادي البحرين للسينما، عن إقامة أول دورة لمهرجان البحرين السينمائي في مارس/آذار 2020، والذي يهدف إلى فتح نوافذ إبداعية في مجال إنتاج الأفلام القصيرة والروائية الطويلة والتحريك، الأمر الذى يؤكد أن حاضر السينما فى البحرين زاهر ومستقبلها مشرق.