تغير المناخ يمحو مدناً عالمية خلال عقود.. أمستردام وبانكوك في المقدمة
أكد تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أن أغلب مدن العالم -حيث تضم نحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي وغالبية سكان الكوكب- تتعرض لتهديد كبير.
وبحسب التقرير، تواجه الموانئ الحضرية الكبرى -بما في ذلك الموجودة على السواحل الشرقية والغربية لأمريكا- خطر الغرق على نحو متزايد في العقود المقبلة من هذا القرن.
- الرياض تستضيف الاجتماع الخاص لمنتدى دافوس في أبريل 2024
- استراتيجيات عربية طموحة لمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة بحلول 2030
ويضع مؤشر المدن لتغير المناخ لعام 2050، الذي تصدره Nest pick، وهي منصة متخصصة في بحوث المناخ، مجموعة من المدن ذات الدخل المرتفع والمنخفض معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر.
ووفقاً للمؤشر تأتي مدينة "بانكوك" في المركز الأول، حيث توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن أكثر من 5 ملايين من سكانها قد يتعرضون للفيضانات بحلول سبعينيات القرن الحالي. كما جاءت أمستردام وشنتشن بالمراكز العشرة الأولى.
وليست المدن الساحلية فقط التي تواجه التحديات. وإنما تتعرض العديد من المدن الواقعة على ضفاف النهر، بما في ذلك باريس والقاهرة ونيودلهي، لخطر الفيضانات أيضًا، في حين أن المدن البعيدة عن تدفق المياه مهددة بالجفاف، مثل فينيكس وبرازيليا ومكسيكو سيتي. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المدن المعرضة للحرارة الشديدة ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2030. ومن المتوقع أيضاً أن تصبح الظواهر الجوية المتطرفة أكثر شدةً وتكراراً.
ويمكن أن تكون التكاليف البشرية والاقتصادية هائلة. وفي البلدان الأفريقية والآسيوية الناشئة وسريعة النمو، من المتوقع أن يستمر التوسع الحضري فيها بلا هوادة.
وهذا سيعرض الملايين من سكان المدن الفقراء بشكل مباشر لخطر الفيضانات وأمراض الحرارة والمجاعة.
ويمكن أيضًا أن يتفاقم تأثير الجزر الحرارية الحضرية -حيث تميل المدن إلى أن تكون أكثر سخونة من المناطق الريفية بسبب احتجاز الحرارة والانبعاثات الصادرة عن المباني- مع تضخم السكان والنشاط الاقتصادي. وتواجه الطوابق التجارية وناطحات السحاب والمصانع في المراكز الحضرية خطر أن تصبح غير صالحة للسكن.
ووفقا للتقرير، فإنه يمكن أن تكلف الفيضانات والجفاف المرتبط بالمناخ المدن الكبرى في العالم نحو 194 مليار دولار سنوياً.
ومع احتمالية أن يكون هدف اتفاق باريس للمناخ المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية أو أقل من 2 درجة مئوية بعيد المنال، تحتاج المدن إلى إجراء تغيير تدريجي في جهود التكيف والمرونة.
بعض المجتمعات تضع خططاً وطنية طموحة في هذا الشأن، حيث تخطط الحكومة الإندونيسية للتخلي عن عاصمتها جاكرتا، التي يقع 40% منها الآن تحت مستوى سطح البحر، لصالح عاصمة جديدة تبعد أكثر من 1000 كيلومتر.
وبدأت دول أخرى بـ"تخضير" المدن بإقامة المتنزهات والحدائق، مما يساعد على تبريد المساحات الحضرية، والحد من مخاطر الفيضانات.
لكن العديد من المدن تتخذ إجراءات غير كافية. وذكر التقرير الخاص بلندن أن العاصمة "غير مستعدة" لآثار تغير المناخ.
إن تخضير البنية التحتية القديمة وتعديلها في كثير من الأحيان في المناطق الحضرية الكثيفة أمر معقد ومكلف. للتغلب على هذه المشكلة، يجب على المزيد من المدن أولاً إنشاء استراتيجيات التكيف. وقد تحتاج قواعد التخطيط إلى الإصلاح، كما ستحتاج المناطق المحلية أيضًا إلى السلطات والموارد اللازمة لتكييف مدنها. كما يجب زيادة الاستثمار في الدفاعات ضد الفيضانات، وحلول هندسة الأراضي، والتكنولوجيا الخضراء، كما يمكن للمقرضين الإقليميين ومتعددي الأطراف تقديم الدعم المالي للمدن في البلدان النامية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز